بعد نجاح الذكاء الاصطناعي في إحياء ستيف جوبز: هل مازلت تعتقد أنه ابداع؟
من الواضح أن المؤسس المشارك لشركة «أبل» العملاقة، وهو الراحل ستيف جوبز، قد عاد إلى الحياة من موته مرة أخرى، وذلك بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي. وبينما تم اعتبار ذلك نقلة نوعية في حالات الاستخدام الممكنة للذكاء الاصطناعي، ظهر مؤسس شركة أبل، ستيف جوبز، في بودكاست جديد أنتجته شركة ناشئة تُسمى بلاي دوت إتش تي (play.ht)، ليتحدث عن نجاح أبل ومستقبلها، ومعتقداته الدينية، وحتى وجهة نظره في شركة مايكروسوفت، وغيرها من الموضوعات. ومع ذلك، فإن هذه المقابلة التي تخللتها الكثير من الدعابات والأفكار الفلسفية حملت في طياتها أسئلة أخلاقية لم تجد إجابة حتى الآن.
الذكاء الاصطناعي يحاكي صوت ستيف جوبز بدقة
كان ظهور جوبز في الحلقة الأولى من بودكاست (podcast.ai) مدهشاً وصادماً بالقدر نفسه، سواء لدى الجمهور أو بين علماء وباحثي الذكاء الاصطناعي، ببساطة لأنه توفي قبل أكثر من 10 أعوام.
تمكن نموذج الذكاء الاصطناعي المُستخدم في البودكاست من أن يحاكي، بدقة كبيرة، النبرات والنغمات والتغيرات الصغيرة في صوت كل من ستيف جوبز ومقدم البرنامج -الذي تم تزييف صوته بالذكاء الاصطناعي أيضاً- جو روغان، وهو ما جعل تمييز الصوت المزيف عن الحقيقي أمراً صعباً إلى حد ما (على الأقل خلال الدقائق الأولى من المقابلة).
وتقول الشركة، التي تم تأسيسها عام 2016، وتتخذ من دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، إنك سواء كنت متحمساً للتعلم الآلي، أو كنت تريد فقط سماع موضوعاتك المفضّلة يتم تناولها بطريقة جديدة، أو حتى ترغب فقط في الاستماع إلى أصوات من الماضي أُعيدت إلى الحياة، فإن هذا البودكاست سيحقق لك مرادك، لا سيما وأن المستمعين يمكنهم اقتراح موضوعات جديدة أو ضيوف ومضيفين للحلقات المستقبلية.
وحتى الآن، تحظى اقتراحات إجراء “محادثة بين بوذا وأينشتاين” و”ترامب يجري مقابلة مع نفسه” و”إيلون ماسك يجري مقابلة مع نيكولا تسلا”، على الترتيب، بأعلى معدلات القبول بين الجمهور ليتم إنتاجها في الحلقات القادمة.
وقد استفادت شركة “بلاي دوت إتش تي”، في إنتاج هذا البودكاست، من تخصصها الأساسي في “بناء أدوات تساعد في تحويل النص إلى صوت، ومساعدة الكتّاب والمدونين والشركات على تحويل المحتوى المكتوب إلى محتوى صوتي، باستخدام تقنيات تحويل النص إلى كلام منطوق”.
مايكروسوفت تفتقر إلى “الحس الجمالي“
لصنع هذه المقابلة، التي استمرت لنحو 20 دقيقة، كان من الضروري أولاً تدريب نموذج ذكاء اصطناعي على أصوات جوبز وروغان. كان استنساخ صوت روغان سهلاً إلى حد ما بالنظر إلى توافر كمية كبيرة من البيانات الصوتية للرجل الذي عمل سابقاً مذيعاً تلفزيونياً ويقدم حالياً أحد أشهر برامج البودكاست في العالم، وقد تم استخدام صوته من قبل لتدريب بعض نماذج التعلم العميق. التحدي الحقيقي أمام الشركة تمثل في إيجاد قاعدة بيانات صوتية كبيرة بما يكفي لجوبز، الذي توفي في 5 أكتوبر 2011 بسبب سرطان البنكرياس عن عمر يناهز 56 عاماً. لذلك، فقد اعتمدت على خطاباته التي ألقاها في مؤتمرات أبل، ومقابلاته الصحفية التي أجراها في أواخر العقد الأول من هذا القرن.
في بداية المقابلة، يقدم روغان ضيفه قائلاً إنه “يصعب وصفه. أنا مفتون به، وآمل أن تكونوا أنتم أيضاً. إنه غريب ورائع وأحياناً لا يطاق تماماً”. وهي الكلمات التي تدفع جوبز الاصطناعي للضحك.
يتحدث جوبز في بعض مقاطع المقابلة عن تأثير ثقافات شبه القارة الهندية على الثقافات الغربية وكيف ساهمت في تحويل هذه الأخيرة إلى ما هي عليه اليوم. كما يشير إلى الفوارق بين حاسوب ماكنتوش الذي ساهم هو شخصياً في ابتكاره لشركة أبل، وبين نظام “ويندوز” الذي صنعته شركة مايكروسوفت المنافسة، والتي وصف مؤسسيها بأنهم أشخاص أذكياء من نواحٍ كثيرة، لكن الشركة تفتقر إلى “الحس الجمالي” لأن هؤلاء الأشخاص كانوا “علماء رياضيات ولا يفهمون كيف يرغب الناس في تجربة الأشياء”.
“جوبز المزيف” ليس مثالياً
على الرغم من أن معظم أجزاء المقابلة تبدو واقعية إلى حد كبير، فإنها أبعد ما تكون عن الكمال. يمكن للمستمع ببعض التركيز أن يكتشف أن مسار المحادثة ينحرف كثيراً. لا يجيب جوبز دائماً عن الأسئلة الموجهة إليه وإنما يتطرق إلى موضوعات غير ذات صلة تماماً. على سبيل المثال، عند سؤاله عما إذا كان بوذياً، فإنه يبدأ في الحديث عن عدة أمور أخرى قبل أن يوصي بتناول مخدر إل إس دي (LSD)، بطريقة توحي بأنه يقرأ من نتائج محرك بحث جوجل. وبالإضافة إلى الكثير من الضحكات غير المبررة في بداية الحلقة، تبدو العديد من الجمل وكأنها أشياء قد قالها جوبز فعلاً، لكن ليس بهذا الترتيب، ما يخلق انطباعاً بوجود مزيج من المقاطع المركبة لصوته.
حقل ألغام أخلاقي
على الرغم من أن هذه التجربة قوبلت باندهاش ممزوج بالسعادة بين محبي الرجل الذي يقف وراء نجاح أكبر شركة تقنية في العالم حالياً، فإن بعض خبراء الذكاء الاصطناعي يشيرون إلى مشكلة أساسية فيها: لم يوافق ستيف جوبز ولا يمكنه الموافقة على إجراء المقابلة. يمكن لأي نظام ذكاء اصطناعي أن يتحدث نيابة عنه وباسمه، ودون موافقته.
وفي مقالة نشرها موقع ذي سوادل (The Swaddle)، تقول الكاتبة روهيثا ناراريستي، إنه “عندما تتم تغذية بيانات الشخص في الذكاء الاصطناعي لتقمص شخصيته، فإن ذلك لا يقوض فقط عمق الشخص، ولكن أيضاً ملكيته لشخصيته. ربما كان ستيف جوبز شخصية عامة، لكنه لا يزال ينتمي إلى ستيف جوبز”، مشيرة إلى المخاوف المتعلقة بضبط بوتات الدردشة بحيث لا تكون جنسية بشكل صريح أو عنصرية، وجعل الموتى المُعاد إحياؤهم رقمياً يقومون بأشياء لم يكونوا ليفعلوها في الحياة، خاصة وأن “أي شخص يمكنه ذلك، باستخدام بيانات أي شخص ميت”.
خدمات استشارات الذكاء الاصطناعي المقدمة من شركة الجانب الإيجابي للاستشارات
أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً رئيسياً من استراتيجيات الابتكار الوطني للحكومات ويعتبر الذكاء الاصطناعي أيضاً عنصراً من عناصر قوة المؤسسات في التحول الرقمي
وأضحى التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي عاملان أساسيان في رحلة تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث أن الرؤية الاستراتيجية للملكة تهدف إلى جعلها مجتمع قائم على المعرفة والتمكين، وأيضاً المساعدة في التنويع الاقتصادي داخل المملكة، بالإضافة إلى أن 70% من أهداف رؤية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتقنيات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وتتمثل استشارات الذكاء الاصطناعي المقدمة من الشركة في
- تأسيس مكاتب الذكاء الاصطناعي
- حوكمة الذكاء الاصطناعي
- قياس نضج استخدام الذكاء الاصطناعي
إعداد فريق PSC شركة الجانب الإيجابي للاستشارات