كيف غيّر الذكاء الاصطناعي قطاع الأسواق المالية؟

رفعت أنظمة الذكاء الاصطناعي الإقبال على سوق الأسهم في السنوات الأخيرة بفضل ما تتيحه من مزايا غير مسبوقة، من قبيل خفض تكاليف تحليل الأسواق ومتابعتها وتوفير الوقت وتقديم نتائج دقيقة لا تتأثر بمشاعر الخوف أو التفاؤل المفرط التي تسود داخل بعض الأسواق.

ويعد قطاع التداول واحداً من أحدث القطاعات التي اقتحمها الذكاء الاصطناعي وغيّر طريقة عملها؛ فقد جعل التداول الإلكتروني متاحاً للجميع دون الحاجة إلى معرفة متخصصة أو سنوات من الخبرة في التداول. فكيف فعل ذلك؟

لنأخذ شركة في آي ماركتس (VI Markets) مثالاً. تعدُّ في آي ماركتس الممثل الرسمي لشركة ون فايننشال ماركتس المتخصصة بالأسواق العالمية والتداول الإلكتروني في الشرق الأوسط، وقد بدأت الاعتماد في عملياتها على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكلٍ كامل منذ عام 2018.

يقول الرئيس التنفيذي للشركة، طلال العجمي، الذي حاز لقب “أفضل رئيس تنفيذي ناشئ للتداول لعام 2022” من قبل غلوبال بزنس أوتلوك (Global Business Outlook): “إن الأسواق المالية شهدت إقبالاً متزايداً بعد اقتحام الذكاء الاصطناعي لها”.

ويضيف العجمي، الذي اختير ضمن قائمة فوربس لـ “أقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط 2022″، أن الذكاء الاصطناعي سهّل الكثير من العمليات المالية، بدءاً من متابعة حركة الأسواق، وتحليلها، وحتى اتخاذ القرار اعتماداً على مجموعة ضخمة من البيانات، مبرزاً امتلاك أدوات الذكاء الاصطناعي ميزة الابتعاد عن العاطفة.

كيف غيّر الذكاء الاصطناعي قطاع الأسواق المالية؟

لسنوات مضت، استخدمت شركات الوساطة المالية تقنيات التعلم الآلي لمساعدة الوسطاء والتجار على تقليل المخاطر، وشراء الأسهم وبيعها، إذ يتيح التعلم الآلي لهذه الشركات الحصول على صورة كاملة عن حالة سوق الأوراق المالية بمساعدة التحليل المتعمق والمتواصل لتقلبات أسعار الأسهم ومعالجة البيانات غير المنظمة، وإبلاغ قرارات البيع والشراء الصحيحة في الوقت الفعلي.

وبدأت شركات الوساطة المالية اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي في الكثير من المهام، وهذه مجموعة مما تقوم به خوارزميات الذكاء الاصطناعي في قطاع التداولات المالية:

  • التحليل والتنبؤ: تحلل برامج الذكاء الاصطناعي البيانات التاريخية والأنماط المتكررة في ديناميكيات أسعار الأسهم لتحديد الاستراتيجية الصحيحة للمستثمر، وتقديم التوصيات الاستثمارية الدقيقة، إضافة إلى دمجها البيانات من الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي في تحليلاتها، ما يجعل اتخاذ القرارات بناءً على مجموعة البيانات أكثر شمولاً.
  • اتخاذ القرارات: لا يقتصر دور أنظمة الذكاء الاصطناعي على التحليل فقط، وإنما تأخذ أيضاً مكان المتداول في تنفيذ الصفقات، من خلال برمجة عدة أوامر بناءً على بيانات ومعلومات مسبقة.

وفي هذا السياق، ظهر ما يعرف بنسخ التداول، أي اختيار مستثمرين آخرين لديهم سجل صفقات ناجحة، ينسخها المستثمر ويحاول الاستفادة منها، وتتيح عملية نسخ التداول مراقبة استراتيجيات المتداولين الناجحين والأكثر خبرة، والاستفادة من خبراتهم وقراراتهم التجارية.

  • التعامل مع العملاء: طوّر الذكاء الاصطناعي شكل خدمة العملاء، ليقود إلى تطوير رؤى أعمق وبناء تجربة مستخدم أفضل، ورفع معدلات الاستبقاء، وتحسين صورة العلامة التجارية، إذ من المتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي أداء الشركات بنسبة تصل إلى 40% بحلول عام 2035.

فإلى جانب بوتات المحادثة (Chatbot) لتسهيل الرد على العملاء، وتوفير استجابة سريعة، وتقليل التفاعل البشري، وكذلك تحليل تفاعل العملاء ومشاعرهم وردود أفعالهم لتحسين تجربتهم، ذهبت أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى أبعد من ذلك، إذ يتم تدريبها على القيام ببعض الإجراءات الروتينية.

فعلى سبيل المثال، تسعى شركة في آي ماركتس إلى تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء لديها، لتقوم بمهام مثل فتح الحسابات دون أي تدخل بشري، إذ تكون المهمة عبارة عن عدة أسئلة يجيب عنها العميل، ثم يأخذ صورة لنفسه، ويقوم النظام باعتماد بياناته، وفتح الحساب، ليبدأ عملية التداول خلال دقائق، وفقاً للرئيس التنفيذي للشركة، طلال العجمي.

مزايا أنظمة الذكاء الاصطناعي في قطاع الأسواق المالية؟

توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي عدة مزايا وسّعت انتشارها في السنوات الأخيرة، وزادت من إقبال الكثيرين على الأسواق المالية، حتى أولئك الذين لا يملكون خبرة واسعة في هذا المجال، ومن هذه المزايا:

  • توفير الوقتمن دون أنظمة الذكاء الاصطناعي، كان لا بُدّ أن يدرس المتداول علم تداول الأسهم لكسب المال في سوق الأوراق المالية، والآن باتت هذه الأنظمة توفّر له هذه الخبرة بالفعل دون الحاجة إلى اكتسابها، كما تساعد المتداول والتاجر على كسب وقت أكبر في تتبع حركة الأسواق، وتحليل الاتجاهات وديناميكيات الأسعار، وتدعمه بالإجراءات الفورية.
  • الابتعاد عن العاطفة: يضمن الذكاء الاصطناعي الابتعاد عن انخفاض الأداء الناتج عن التحيزات والدوافع والأخطاء البشرية، إذ يكون معتمداً فقط على البيانات والمعلومات، ما يجعل النتائج أقرب إلى الدقة.
  •  انخفاض التكاليف: على الرغم من وجود تكاليف اشتراك في برامج التداول بالذكاء الاصطناعي، فإنها تقلل التكاليف الإجمالية عن طريق تقليل الوقت الذي يستغرقه إجراء التحليل ومقارنة البيانات وصياغة استراتيجية قابلة للتنفيذ.
  • تقليل العمل اليدوييساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل حجم العمل اليدوي الذي يتعين على المتداول القيام به، من خلال تجهيز المعلومات بسرعة عند الطلب وعرضها على الشاشات وتحديثها باستمرار.

ما زالت أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم المزيد من المزايا، والقيام بالمزيد من المهام، سعياً لتقليل الخطأ البشري، وتسهيل العمليات، واختصار الوقت والجهد اللازم، مثلما فعلت مع قطاع الأسواق المالية، الذي صار متاحاً لدخول جميع الأفراد الراغبين، حتى قليلي الخبرة بالقطاع، بفضل هذه الأنظمة

Read More
PSC Team مايو 7, 2024 0 Comments

ما هو مستقبل علم البيانات؟

علم البيانات هو علم حديث نسبياً، وينمو بوتيرة متسارعة، يعمل على استخراج البيانات وجمعها وتحليلها لتستفيد الشركات منها في تطوير أعمالها. يستخدم علماء البيانات التعلم الآلي والخوارزميات لمساعدتهم على التنبؤ بالأحداث المستقبلية المحتملة. يعتقد البعض أن التطور التقني سيلغي وظيفة عالم البيانات، بينما يرى آخرون أن لعلم البيانات مستقبلاً مشرقاً، لكن في الحقيقة سيجمع مستقبل علم البيانات بين وجهتي النظر هاتين.

ما هو علم البيانات؟

علم البيانات هو عملية استخراج البيانات الأولية وغير المهيكلة، ومن ثم الجمع بين الإحصاء الرياضي وعلوم الحاسوب الحديثة كالتعلم الآلي والبرمجة لتحليل هذه البيانات لمساعدة الشركات في اتخاذ قرارات أفضل للعمل من خلال استخدام خوارزميات معقدة تساعد في الحصول على تنبؤات باستخدام مجموعة من الإحصائيات فقط.

وبشكل مماثل للأعمال، يساعد علم البيانات في الطب والرعاية الصحية والتنبؤ بالطقس واكتشاف الاحتيال، وما إلى ذلك.

ما هو مستقبل علم البيانات؟

يحلل الإنسان البيانات المتاحة بين يديه ليكوّن فكرة عن الخطوة المقبلة التي سيقوم بها. على سبيل المثال، عندما يريد بائع بقالة طلب المواد لمتجره يحلل البيانات التي لديه من المواد التي تم بيعها والمواد التي لا تُباع لديه. على نحو مماثل وأوسع تحلل الشركات البيانات لديها، ومع تطور علوم الحاسوب والإنترنت أصبح هذا التحليل معقداً، خاصةً مع وجود الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، إذ أصبحت الشركات الآن تحلل سلوك المستهلكين لزيادة بيع منتجاتها.

وبذلك أصبح من الضروري الآن وجود عالم بيانات في كل شركة، وستزداد الحاجة إلى علماء البيانات المؤهلين في المستقبل، إذ سيجدون فرصهم في مجالات مختلفة من الأعمال المصرفية والتمويل والتأمين والترفيه والاتصالات السلكية واللاسلكية والسيارات وغيرها. وذلك لأن المستقبل يبدو كمكان تتحكم فيه البيانات بكل قرار نتخذه على مستوى الأفراد، كما سيكون لعالم البيانات دور في تنمية الشركات من خلال مساعدتها في اتخاذ قرارات أفضل.

علم البيانات وارتباطه الوثيق بالذكاء الاصطناعي 

على الرغم من أن الكثيرين يرون صورة للمستقبل المشرق لعلم البيانات، فإن البعض يعتقد أنه بوجود الذكاء الاصطناعي يمكن تحليل البيانات بكفاءة بصورة آلية، خاصة وأن الذكاء الاصطناعي يحل محل البشر في العديد من الوظائف، لكن هل ستكون هذه إحداها؟

في الحقيقة يستفيد عالم البيانات من هذه التقنيات المتطورة، ويبدو أنه مستقبلاً سيكون عالِم البيانات كالوسيط الذي يمكنه التواصل مع أجهزة الحاسوب والبشر، وسيكون الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مجرد أدوات يستخدمها للتعامل مع البيانات الضخمة، أي أن علم البيانات سيتحسن بوجود الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وهذه بعض الأمثلة على ذلك:

  • يستخدم مليارات المستخدمين حول العالم الهواتف الذكية والساعات بالإضافة إلى الأجهزة الإلكترونية الأخرى. ينتج عن ذلك كم هائل من البيانات، يساعد تحليلها الشركات على فهم مستخدميها بدقة، لكن لا يمكن تحليلها دون مساعدة التعلم الآلي.
  • تساعد خوارزميات التعلم الآلي من جوجل مثلاً على جعل نتائج البحث أكثر جاذبية للمستخدم، وتعرض له محتوى جديداً بناءً على سجل البحث السابق، أي البيانات المجموعة والتي تم تحليلها سابقاً.
  • الحوسبة الكمية  ستمنح علم البيانات إمكانات هائلة في المستقبل، إذ يمكن للتعلم الآلي معالجة المعلومات بشكل أسرع من خلال المعالجة السريعة والقدرات المتقدمة للحوسبة الكمومية، وبالتالي تقليل الوقت اللازم لحل المشكلات المعقدة بشكل كبير.

المجالات الأكثر أهمية في علم البيانات

ستستفيد بعض المجالات مستقبلاً من علم البيانات أكثر من غيرها، ومن أبرزها:

  • التعرف على الصور: تظهر أهمية هذا المجال في السيارات ذاتية القيادة، فهي تتعرف على الطريق أكثر وأكثر عندما تمر مراراً منه، فتصبح صورته أكثر دقة، ما يجعل القيادة أكثر راحة وأماناً.
  • الرعاية الصحية: في الرعاية الصحية تُجمع البيانات حول المرضى باستمرار، ومنها يمكن التعرف على أي زيادة تحصل في أعدادهم، والطلب الزائد على احتياجاتهم ومتطلبات العناية بهم، ما يساعد المعنيين على تأمينها، ويحذر الحكومات من أي أزمة صحية قادمة.
  • التنبؤ بالطقس: يعد التنبؤ بالطقس أحد أكثر مجالات علم البيانات وضوحاً، إذ تُجمع الكثير من البيانات الخاصة بالطقس من الأقمار الصناعية، وتحليل هذه البيانات بوجود أدوات قوية يساعد على التنبؤ بحالة الطقس بدقة، حتى التنبؤ بالعواصف المفاجئة عادة سيكون ممكناً بوجود علم البيانات، وسينقذ آلاف الأرواح.
  • كشف الاحتيالبوجود الخوارزميات والذكاء الاصطناعي يمكن كشف المعاملات الاحتيالية وإيقافها وتصحيحها على الفور.
  • ألعاب الفيديويحب الكثيرون ألعاب الفيديو، وجمع البيانات عن هؤلاء وعمّا يعجبهم بالألعاب وما لا يعجبهم فيها ما يساعد على تطوير اللعبة ليستمر الهواة بلعبها.
  • الخدمات اللوجستية: أبرز مثال عنها هو خرائط جوجل التي تجمع البيانات عن الطرق وتساعد السائق على تحديد أقصر الطرق وأقلها ازدحاماً للوصول إلى وجهته المطلوبة.
  • توصيات المشاهدة: في صناعة الترفيه، تجمع مواقع الويب مثل نيتفليكس وأمازون بيانات من سجل المشاهدة الخاص بك، لتعرض اقتراحات تناسبك بناءً عليها.

كيف تصبح عالِم بيانات؟

بما أن علم البيانات مجال حديث النشأة، ومن الواضح أن له مستقبلاً مشرقاً، بالتأكيد سيزداد الطلب على عالِم البيانات، لذلك ستكون هذه المهنة اختياراً موفقاً لك، لكن كيف ستصبح عالم بيانات؟

بدايةً يجب أن تمتلك عدة مهارات، وأن تكون على دراية بالحوسبة الكمومية، وأهم ما يجب أن تعرفه هو لغات البرمجة مثل جافا وبايثون وغيرها، وستساعدك معرفتك بالذكاء الاصطناعي على تطوير نفسك.

بالنسبة للمؤهلات العلمية، من المهم جداً أن تكون حاصلاً على إجازة في علم البيانات بالإضافة إلى الرياضيات أو الإحصاء وعلوم الحاسوب. من المفيد لك أيضاً أن تبني خبرة ومعرفة في برامج التحليلات الإحصائية مثل SAS. وبرامج تحليل البيانات المعقدة، ولغات البرمجة مثل SQL المستخدمة لإدارة البيانات.

يُطلب أيضاً من عالِم البيانات أن يكون قادراً على فهم مجال الأعمال ليتمكن من إحداث نقلة داخل الشركة، ويتمتع بمهارات التواصل الفعّال ليتمكن من توصيل نتائج البيانات بشكلٍ مناسب لاتخاذ قرارات عمل أفضل. ومن الضروري أيضاً أن يتمتع بتفكير تحليلي، أي أنه قادر على المشكلات.

وظائف علم البيانات

هناك ثلاثة أنواع من الوظائف في علم البيانات:

  • محلل البيانات الذي يجمع البيانات من قاعدة البيانات.
  • عالم البيانات الذي يدير البيانات ويفلترها، ويبني نماذج لتفسير البيانات الضخمة وتحليل النتائج.
  • مهندس البيانات وهو مَن يستخرج البيانات للحصول على رؤى منها، وهو مسؤول عن الحفاظ على تصميم البيانات وهندستها.

يمكن أن يساعد استخدام علم البيانات والذكاء الاصطناعي في الشركات على تحقيق ما لا يمكن تصوره، ويمكن أن يؤدي تبني الأتمتة والكفاءة إلى تسهيل العمليات التي تتطلب المزيد من القوى العاملة وساعات العمل، لذلك تسعى الشركات في شتى المجالات إلى دمج علم البيانات والذكاء الاصطناعي لتجنى فوائده التي لا تحصى.

Read More
PSC Team مايو 1, 2024 0 Comments

5 أسباب تجعل التحول الرقمي ضرورياً لنمو الأعمال

تعتبر عملية التحول الرقمي في الوقت الحالي من أهم وأبرز الاستراتيجيات التي يجب على الشركات والأعمال تبنيها من أجل التقدم على المنافسين ونمو الأعمال. وعلى الرغم من أن معظم المفاهيم المتعلقة بالتحول الرقمي تركز على الجانب التقني أكثر، فإنه يتعدى ذلك كثيراً حيث يؤثر بشكل كبير في معرفة كيفية ممارسة الأنشطة التجارية اليومية والتفاعل مع العملاء.

ما أهمية التحول الرقمي للأعمال وما الفرق بينه وبين الرقمنة؟

هناك العديد من المسارات المختلفة التي تؤدي إلى إكمال استراتيجية التحول الرقمي (Digital Transformation)، وستكون رحلة كل شركة فريدة من نوعها بحسب نموذج أعمالها. على سبيل المثال، قد تقدم إحدى الشركات تقنيات الذكاء الاصطناعي أو الحوسبة السحابية لتحسين تجربة عملائها، بينما قد يعيد بعضها الآخر تصميم سلسلة التوريد الخاصة بها للاستفادة بشكل أفضل من التعلم الآلي، من خلال وضع تنبؤات فورية حول المنتجات التي يريدها العملاء في غضون فترة معينة، ثم تحويل الإنتاج لتلبية الطلب.

وبغض النظر عن كل حالة أو مسار، فإن بدء رحلة التحول الرقمي دائماً ما يتطلب عقلية جديدة تنظر إلى العملية كفرصة لإعادة تصور كيفية قيام الشركة بعملها من الألف إلى الياء، حيث نجد أن هناك مفهومين متعلقين بالتحول الرقمي يتم الخلط بينهما، وهما:

الرقمنة  (Digitization): هي عملية ترجمة المعلومات والبيانات التناظرية إلى شكل رقمي، على سبيل المثال عند مسح صورة أو مستند ضوئياً وتخزينها على جهاز الحاسوب، وهي عملية لا تحدد بشكل واضح هل تم تنفيذ عملية التحول الرقمي بنجاح أم لا، على الرغم من أنه يمكن اعتبارها خطوة أولى في تنفيذ عملية التحول الرقمي في الشركة.

التحول الرقمي : (Digitalization) هي أكثر من مجرد جعل البيانات الحالية رقمية، حيث تحتضن عملية التحول الرقمي قدرة التقنيات على جمع البيانات وتحديد الاتجاهات واتخاذ قرارات أعمال أفضل، واستخدام التقنيات الرقمية لتغيير العمليات والمشاريع التجارية، مثل تدريب الموظفين على استخدام منصات برمجية جديدة مصممة للمساعدة في إطلاق المنتجات بشكل أسرع.

ففي حين أن التحول الرقمي قد يشمل جهود الرقمنة، فإنه يتجاوز مستوى المشروع ويؤثر على الشركة بأكملها، وبالنسبة لمعظم الشركات، يتطلب التحول الرقمي الابتعاد عن التفكير التقليدي والاتجاه نحو نهج تجريبي أكثر تعاوناً، واكتشاف طرق جديدة في التعامل مع العمل وإيجاد حلول جديدة يمكن بدورها تحسين تجربة العملاء، وتشجيع الموظفين على الابتكار، ما يؤدي إلى نمو الشركة في النهاية.

كيف أصبح التحول الرقمي ضرورة وليس حاجة؟

حتى قبل انتشار جائحة كوفيد-19 كانت التقنيات الجديدة والتحويلية تدخل بوتيرة منتظمة وبطيئة نوعاً ما إلى بيئات العمل، ما مكّن الشركات من الابتكار والازدهار، ولكن مع حالات الإغلاق التي رافقت انتشار الجائحة، أصبحت الشركات تنظر إلى ضرورة أن يحدث ما كان من المفترض أن يستغرق سنوات في غضون بضعة أشهر فقط أو أقل.

وهذا ما ساعد عدداً من الشركات في اعتماد المزيد من التواجد الرقمي من أجل الحفاظ على الاتساق بين فرق العمل طوال فترة انتشار الجائحة، كما سمح لها بتحسين الكفاءة والمرونة، حيث أظهر مؤشر التحول الرقمي لعام 2020 (Digital Transformation Index 2020) من شركة ديل (Dell)، والذي شمل استطلاعاً لأكثر من 4000 من قادة الأعمال على مستوى العالم، أن 8 شركات من أصل 10 قامت بتتبع برامج التحول الرقمي الخاصة بها عام 2020.

بالإضافة إلى ذلك، قال 89% منهم إن الوباء سلّط الضوء على الحاجة إلى بيئة تقنية معلومات أكثر مرونة وقابلية للتوسع، لذا ليس من المستغرب أن يكون التحول الرقمي في الوقت الحالي وفي المستقبل القريب هدفاً رئيسياً للشركات في كل القطاعات بلا استثناء للعديد من الأسباب منها:

1توقع الجميع خدمة عند الطلب

في عالم يتزايد فيه التعامل الرقمي فإن العملاء يتوقعون من الشركات والأعمال التجارية أن تتبنى أفضل الحلول الرقمية عبر الإنترنت لتظل فعّالة وتنافسية، حيث إن العميل في الوقت الحالي لديه العديد من الخيارات إذا وجد صعوبة في التعامل مع نشاط تجاري عبر الإنترنت.

هناك دائماً عدد من المنافسين الذين لديهم القدرة على تقديم وصول أسهل للمستخدم إلى خدماتهم، ومن ثم تحتاج الشركات إلى النظر إلى قيمة تقديم خدمات فعّالة تلبي احتياجات العملاء عند طلبهم وليس في توفيرها.

2حاجة الموظفين إلى أدوات حديثة ليكونوا فعّالين

في الوقت الحالي أصبح العمل من المنزل والعمل عن بُعد هو السائد، ومن المتوقع أن يحل محل نماذج العمل التقليدية ليصبح معياراً لمعظم الموظفين، لذا فإن توفير أدوات إنتاجية للعمل من المنزل من قبل أصحاب العمل والتحول الرقمي الفعّال هو التزام حيوي يجب على الشركات القيام به للحفاظ على مشاركة الموظفين.

يوفر التحول الرقمي فرصة قيمة للابتعاد عن العمليات اليدوية والعمل على أتمتة المجالات الرئيسية مثل كشوف المرتبات، كما أن منصات الإنتاجية أصبحت ضرورية ويمكن الاعتماد عليها في العمل الجماعي، من خلال استخدامها للتعاون وتنفيذ استراتيجيات أكثر كفاءة وتعيين العمل بشكل عادل وفعّال.

3تقوية الشراكات التجارية

مع تزايد طلبات العملاء والمنافسة الشرسة في مجال الأعمال، أصبحت الشركات تعتمد بشكلٍ متزايد على بعضها بعضاً، حيث تعمل مع الموردين والموزعين والمقاولين من الداخل والمستشارين المتخصصين بهدف إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات التي تهم العملاء.

وغالباً ما تتطلب إدارة هؤلاء الشركاء اتصالاً مستنداً إلى المستندات، وهي عملية يُنظر إليها تقليدياً على أنها أكبر عقبة أمام الكفاءة، لكن التقنيات متاحة لإعادة تشكيل وتصميم هذه العملية، حيث يمكن أن يؤدي استخدام نظام التوقيع الإلكتروني إلى تمكين سير عمل انسيابي يكون أكثر شفافية وفي الوقت المناسب وبدقة أكبر.

4اتخاذ قرارات أفضل بشكل أسرع

تتمتع الشركات اليوم بإمكانية الوصول إلى كميات أكبر من البيانات أكثر من أي وقت مضى، ومن ثم باستخدام المجموعة الصحيحة من أدوات تحليل البيانات الضخمة يمكن تحويل هذه البيانات إلى رؤى تجارية قيمة يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات أكثر استنارة وأسرع.

حيث سيسمح وضع البيانات والتحليلات في قلب استراتيجية التحول الرقمي للشركات بالاستفادة من البيانات الضخمة التي تنتجها بشكل دوري، ومن خلال تحليلها يمكن الحصول على رؤى تجارية لا تقدر بثمن، ما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة في الوقت المناسب.

5زيادة الأرباح

يمكن أن تساعد حلول التحول الرقمي في زيادة الإيرادات من خلال تحسين تجربة العملاء، وإنشاء منتجات وخدمات جديدة، وزيادة جهود التسويق. على سبيل المثال يمكن زيادة رضا العملاء من خلال التواصل معهم عبر القنوات الرقمية وتزويدهم بخدمة ذات جودة أفضل بتكلفة أقل من أساليب التواصل التقليدية.

كما يمكن زيادة ولاء العملاء من خلال استخدام الاستراتيجية الرقمية الصحيحة لتطوير العملاء المخلصين الذين سيكونون أكثر استعداداً لشراء المنتج أو الخدمة مرة أخرى في المستقبل، بالإضافة إلى إمكانية التوصية بها لأفراد عائلاتهم وأصدقائهم.

ختاماً، يعد التحول الرقمي جزءاً أساسياً لنمو الأعمال، من خلال مساعدة الشركات على تحسين تجربة العملاء وزيادة الكفاءة والربحية والبقاء على صلة بالسوق وتحسين الإنتاجية، وكل هذه الأشياء مجتمعة ستؤدي إلى زيادة حجم المبيعات ما يعني ربحاً أكبر للشركة.

Read More
PSC Team أبريل 28, 2024 0 Comments

ما أبرز خطوات تحويل البيانات الضخمة إلى بيانات حقيقية؟

على مدار الأعوام القليلة الماضية أصبح مصطلح البيانات الضخمة (Big Data) أحد الكلمات الطنانة التي تتداول بكثرة في قطاع الأعمال والشركات، ويعود هذا إلى ازدياد إنتاج البيانات من جميع الأنواع بكميات قياسية في كل عام، والتي تمنح الشركات مزيداً من الأفكار عن العملاء وتحسين العمليات التشغيلية أكثر من أي وقت مضى، وربما تسمح لها أيضاً بالتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل.

ومع ذلك، ما لم يتم تحويل البيانات الضخمة التي يتم إنتاجها بشكل دوري ومتسارع إلى بيانات حقيقية ورؤى قابلة للتنفيذ، فلا يوجد ما يمكن لأي شركة أن تفعله، فكيف يمكن تحويل البيانات الضخمة إلى بيانات حقيقية للاستفادة منها في تعزيز وتحسين الأعمال ونموها؟

من أين تأتي البيانات الضخمة؟

تم استخدام مصطلح البيانات الضخمة منذ أوائل التسعينيات، وفي جوهرها الحقيقي فإن البيانات الضخمة ليست شيئاً جديداً تماماً أو لم يكن موجوداً سوى في العقدين الماضيين فقط، فعلى مدار مئات السنين الماضية كان الناس يحاولون استخدام تقنيات تحليل البيانات لدعم عملية صنع القرار لديهم.

حيث حاول المصريون القدماء الحفاظ على جميع البيانات الموجودة في مكتبة الإسكندرية، كما اعتادت الإمبراطورية الرومانية على تحليل إحصائيات جيشها بعناية لتحديد التوزيع الأمثل لجيوشها. ومع ذلك، تغير في العقدين الماضيين حجم إنشاء البيانات وسرعته، بما يتجاوز مقاييس الفهم البشري.

على سبيل المثال، بلغ إجمالي كمية البيانات في العالم عام 2020 نحو 64 زيتابايت، ومن المتوقع أن يرتفع إلى نحو 180 زيتابايت بحلول عام 2025، ومن ثم حتى مع وجود أكثر التقنيات تقدماً اليوم، يستحيل تحليل كل هذه البيانات، لذا أصبحت الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة وحلول تخزين مبتكرة للتعامل مع أنواع البيانات الجديدة هذه ملحة من أجل تحليلها بفعالية.

وقد أصبحت شبكة الويب العالمية تسهم في تقديم مجموعات فريدة من البيانات، بالإضافة إلى أجهزة إنترنت الأشياء التي أسهمت في زيادة توليد البيانات بشكل لم يسبق له مثيل، والتي أظهرت مجالاً تنافسياً جديداً يعمل على استخراج معلومات ذات مغزى وقيمة من مصادر البيانات الجديدة هذه.

لماذا البيانات الضخمة مهمة؟

تستخدم الشركات البيانات الضخمة في أنظمتها لتحسين العمليات وتقديم خدمة عملاء أفضل وإنشاء حملات تسويقية مخصصة واتخاذ إجراءات أخرى يمكنها في النهاية زيادة الإيرادات والأرباح، حيث تمتلك الشركات التي تستخدمها بشكل فعّال ميزة تنافسية محتملة لأنها قادرة على اتخاذ قرارات عمل أسرع وأكثر استنارة.

فيما يلي بعض الأمثلة حول كيفية استخدام القطاعات المختلفة للبيانات الضخمة:

  • قطاع الطاقة: تساعد البيانات الضخمة شركات النفط والغاز في تحديد مواقع الحفر المحتملة ومراقبة عمليات خطوط الأنابيب.
  • قطاع الخدمات المالية: تستخدم أنظمة البيانات الضخمة لإدارة المخاطر والتحليل الفوري لبيانات السوق.
  • قطاع الصناعة: يعتمد المصنّعون وشركات النقل على البيانات الضخمة لإدارة سلاسل التوريد الخاصة بهم وتحسين طرق التسليم.
  • قطاع البيع بالتجزئة: توفر رؤى قيمة للعملاء يمكن للشركات استخدامها لتحسين التسويق والإعلان والعروض الترويجية من أجل زيادة مشاركة العملاء، وتقييم التفضيلات المتطورة للمستهلكين، ما يمكّن الشركات من أن تصبح أكثر استجابة لرغبات العملاء واحتياجاتهم.
  • قطاع الرعاية الصحية: توفر لمنظمات الرعاية الصحية والوكالات الحكومية معلومات محدثة عن تهديدات الأمراض المعدية أو تفشيها.
  • القطاع الحكومي: الاستجابة للطوارئ ومنع الجريمة و مبادرات المدن الذكية.

ما أنواع البيانات الضخمة؟

الحجم هو السمة الأكثر شيوعاً للبيانات الضخمة، وغالباً ما تأتي في ثلاثة أنواع رئيسية هي:

  • البيانات المنظمة: مثل المعاملات والسجلات المالية، وإحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
  • البيانات غير المنظمة: مثل النصوص والمستندات وملفات الوسائط المتعددة، ومنشورات منصات التواصل الاجتماعي.
  • البيانات شبه المنظمة: هي مزيج من البيانات المنظمة وغير المنظمة، مثل عناوين البريد الإلكتروني، والبيانات المتدفقة من أجهزة إنترنت الأشياء.

كيفية تحويل البيانات الضخمة إلى بيانات حقيقية

البيانات الضخمة بشكلها العام غير قابلة للاستخدام، فهي عبارة عن كتلة من المعلومات غير ذات الصلة قد يستغرق فهمها سنوات، ولكن إذا تم تنظيمها بشكل فعّال وتحليلها، فعندئذ تبدأ البيانات الضخمة في التحول إلى بيانات ذكية، وبشكل أساسي يمكن استخدام الخطوات أدناه لتحويل البيانات الضخمة إلى بيانات حقيقية يمكن الاستفادة منها:

الخطوة الأولى: تحديد شروط البحث

جمع البيانات عملية ضرورية يمكن أن تأتي من مصادر مختلفة مثل منشورات تويتر وفيسبوك والمقالات الإخبارية وأجهزة إنترنت الأشياء، ويمكن لها أن تتدفق بلا توقف، ولكن الخطوة الرئيسية الأولى هي البحث في هذه المصادر عن موضوع معين في هذه البيانات كما تفعل في محرك البحث جوجل.

على سبيل المثال، إذا أدخلت استعلاماً في مخزن البيانات التي تم جمعها مسبقاً عن كلمة معينة بدون أي معلمات أو فلاتر أخرى ربما ستكون لديك قائمة طويلة جداً من العناوين بدون ترتيب معين، ومن ثم مع هذه الكلمة وحدها فإن الأفكار التي يمكننا الحصول عليها من هذه المعلومات محدودة جداً أيضاً، فكل ما يمكنك معرفته حقاً هو عدد المرات التي ظهرت فيها هذه الكلمة في بحثك.

الخطوة الثانية: تصفية البيانات

من خلال إضافة مجموعة متنوعة من الفلاتر المحتملة، مثل:

  • إطار زمني معين، مثل أسبوع أو شهر أو عام أو حتى آخر ساعة فقط.
  • معرفة القنوات التي تأتي منها البيانات، هل هي منشورات تويتر أو مقاطع فيديو يوتيوب أو مقالات إخبارية.
  • معرفة البلد الذي تنشأ فيه المشاركات واللغة المكتوبة بها تعد أمراً أساسياً أيضاً. مثل هل يوجد المزيد من المحتوى عبر الإنترنت حول العلامة التجارية باللغة الإسبانية أو البرتغالية؟

وبشكل عام بمجرد إضافة عدد قليل من الفلاتر، سيتم تقسيم محيط البيانات الضخم إلى أنهار أكثر قابلية للإدارة، يمكن بعد ذلك دمجها وتقسيمها حسب الرغبة لإنشاء تدفقات متعددة من البيانات، ما يسمح بعزل المعلومات التي تحتاجها فقط.

الخطوة الثالثة: تحليل البيانات

تساعد التحليلات في تحويل البيانات التي تمت تصفيتها إلى رؤى حقيقية يمكن استخدامها لمساعدة الأعمال التجارية على النمو. على سبيل المثال باستخدام نماذج التحليلات المتقدمة  (Advanced Analytics)، يمكن إلقاء نظرة على أهم الموضوعات التي تظهر في هذه البيانات، مثل معرفة الكلمات الأكثر ارتباطاً بعلامات تجارية معينة، أو معرفة من الفئة الأكثر تحدثاً عن المنتج وغيرها، فمعرفة أن العلامة التجارية قد تم ذكرها مليوني مرة خلال الشهر الماضي ليست مهمة للغاية، ولكن معرفة أن العلامة التجارية قد تم ذكرها مليوني مرة مع مليون من تلك الإشارات الواردة من منطقة جغرافية معينة أو فئة عمرية معينة هي ما تجعلها أكثر إفادة بشكل لا نهائي.

الخطوة الرابعة: استخدام البيانات

في هذه المرحلة نجد أن استخدامات البيانات المنقحة جيداً لا حدود لها وتتزايد طوال الوقت، حيث إن الشركات والمؤسسات في جميع المجالات، من تجار التجزئة وشركات التكنولوجيا إلى المنظمات غير الحكومية، يمكنها الاستفادة من هذه البيانات وإيجاد قيمة لها كلٍّ في مجاله.

المرحلة الخامسة: توزيع البيانات

تعتبر هذه المرحلة حاسمة للاستفادة العملية من البيانات الحقيقية التي توليدها من البيانات الضخمة، وتعتمد بصورة أساسية على السرعة والدقة في توزيع البيانات على الأشخاص المناسبين وفي الوقت المناسب، حيث يمكن استخدامها في إنجاز رؤى قابلة للتنفيذ والحصول على أقصى استفادة من الأفكار التي تم بناؤها على البيانات الحقيقية التي تم إنتاجها.

ختاماً، تعد معرفة كيفية تحويل البيانات الضخمة إلى بيانات حقيقية يمكن استخدامها أمراً ضرورياً للمؤسسات والشركات للبقاء في السوق التنافسي وتوسيع نطاق الأعمال، كما أن اتخاذ القرارات التي تعتمد على البيانات يعد جزءاً لا يتجزأ من التحول الرقمي، حيث تساعد في اتخاذ قرارات أسرع وأفضل بناءً على رؤى موثوقة.

Read More
PSC Team أبريل 16, 2024 0 Comments

تعرف على أفضل الاستراتيجيات لعصر متصل بالكامل في ظل التحول الرقمي في المؤسسات

في عالم يتسم بالتغير المستمر والتحول الرقمي المتسارع، تتشكل استراتيجيات جديدة ومبتكرة لضمان بقاء المؤسسات وازدهارها. حيث لم يعد السؤال يدور حول ما إذا كانت المؤسسات بحاجة إلى التحول الرقمي، بل أصبح كيف يمكن لهذه المؤسسات أن تستغل التقنية لتحقيق الأفضلية التنافسية وتعزيز الكفاءة والفعالية. في هذا العصر المتصل بالكامل، تبرز استراتيجيات محورية ترسم ملامح المشهد التنظيمي الجديد، مُحدِثةً ثورة في كيفية تفاعلنا مع البيانات، والعملاء، وحتى العمليات الداخلية للشركات. في هذا المقال، نستكشف أفضل الاستراتيجيات للمضي قدمًا في هذا التحول الرقمي، مسترشدين بنجاحات من سبقونا في هذا المجال وأفضل الممارسات التي تشكل حجر الأساس للمستقبل.

فهم التحول الرقمي: تعريف وأهمية

التحول الرقمي ليس مجرد مصطلح عصري، بل هو عملية متكاملة ترتقي بالمؤسسات من النماذج التقليدية إلى عالم يقوده الابتكار التقني والبيانات. تعريف التحول الرقمي يتخطى مجرد تبني تقنيات جديدة؛ إنه يشمل إعادة هيكلة العمليات التجارية، النماذج التشغيلية، والثقافة المؤسساتية لتعزيز القيمة المقدمة للعملاء والمنافسة بفاعلية في السوق الرقمي. يدور جوهر التحول الرقمي حول استغلال البيانات بشكل استراتيجي لتحسين اتخاذ القرارات وتبسيط الإجراءات وتحسين تجارب العملاء.

أهمية التحول الرقمي تأتي من قدرته على فتح الأبواب أمام فرص جديدة من خلال الابتكار والتخصيص والتحسين المستمر. في عالم يزداد ترابطًا، يعد التحول الرقمي ضرورة للبقاء، حيث يتوقع العملاء تجارب سلسة وشخصية عبر مختلف القنوات الرقمية. كما يمكن للمؤسسات التي تتبنى التحول الرقمي أن تتفاعل بمرونة أكبر مع التغيرات السوقية وتحسن من مرونتها التشغيلية، مما يؤدي إلى تحسين الأداء العام وزيادة القدرة على التنبؤ بالتحديات المستقبلية.

تقييم الجاهزية الرقمية للمؤسسة

قبل الغوص في مياه التحول الرقمي العميقة، يجب على المؤسسات تقييم جاهزيتها الرقمية بشكل دقيق. هذا التقييم يمثل التحليل الذاتي للقدرات الحالية والفجوات التي يجب سدها لتحقيق تحول رقمي ناجح. يشمل ذلك فحص البنية التحتية التقنية، الموارد البشرية، العمليات التجارية، والثقافة التنظيمية. تقييم الجاهزية الرقمية يعطي للشركة رؤية واضحة لما يمكن أن تحققه والموارد التي ستحتاجها للوصول إلى هناك.

من الضروري أن يشمل التقييم الفحص الدقيق للأنظمة القائمة وقدرتها على التكامل مع تقنيات جديدة، ومدى مرونتها وقابليتها للتطور. يتطلب الأمر أيضًا تقييم مهارات الفريق والحاجة إلى التدريب أو التوظيف لسد الفجوات المهارية. بالإضافة إلى ذلك، يجب فهم كيف تتوافق العمليات الحالية مع الأهداف الرقمية وما إذا كانت الثقافة التنظيمية تدعم الابتكار والمرونة.

إن تقييم الجاهزية ليس مجرد مرحلة تمهيدية، بل هو عملية مستمرة يجب أن تتكرر بانتظام لضمان بقاء الشركة على المسار الصحيح واستعدادها للتكيف مع التقنيات الجديدة والتحديات الناشئة. يُعد هذا التقييم الحجر الأساسي الذي يُبنى عليه كل جهد تالٍ في رحلة التحول الرقمي.

وضع استراتيجية رقمية شاملة: الخطوات الأساسية

وضع استراتيجية رقمية شاملة هو المرحلة التي تتبلور فيها رؤية المؤسسة الرقمية إلى خطة عمل واضحة ومحددة. الخطوة الأولى في هذه العملية هي تحديد الأهداف الرقمية التي تتماشى مع أهداف الشركة العامة ومتطلبات السوق. يجب أن تكون هذه الأهداف طموحة ولكنها واقعية، مع إمكانية قياس نجاحها بوضوح.

الخطوة التالية تتمثل في التخطيط الدقيق للموارد المطلوبة، سواء كانت تقنية أو بشرية، ووضع الجداول الزمنية للتنفيذ. يتضمن ذلك تحديد الأولويات وتوزيع المهام وتخصيص الاستثمارات بطريقة تضمن الاستغلال الأمثل للموارد وتحقيق أعلى عائد على الاستثمار.

إنشاء رؤية مشتركة وفهم موحد للتحول الرقمي داخل الشركة أمر بالغ الأهمية. يجب أن يشمل ذلك التواصل الفعّال والمستمر مع جميع أصحاب العلاقة لضمان شراء الفكرة وتحفيز الموظفين على اعتناق التغييرات الجديدة.

بعد ذلك، يجب وضع نظام للمراقبة والتقييم يتضمن مؤشرات أداء رئيسية (KPIs) تعكس التقدم نحو تحقيق الأهداف الرقمية. يساعد هذا النظام على تتبع النجاح وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين أو تعديل في الخطة الاستراتيجية.

أخيرًا، يجب التأكيد على الاستعداد للتعديل والتكيف مع الظروف المتغيرة. التحول الرقمي ليس مسارًا ثابتًا، بل هو رحلة تتطلب المرونة والاستعداد لاستكشاف طرق جديدة وتقنيات متقدمة للتحسين المستمر.

ثقافة الابتكار: تعزيز القدرة على التكيف والتعلم

ثقافة الابتكار هي الركيزة الأساسية التي تسمح للمؤسسات بالازدهار في بيئة الأعمال المتغيرة باستمرار. تشجيع هذه الثقافة يعني بناء بيئة ترحب بالأفكار الجديدة، تدعم المخاطرة المحسوبة، وتعترف بأهمية الفشل كجزء من عملية التعلم. إنها تتطلب من القيادة التزامًا بتوفير الموارد والدعم للابتكار والتجربة، فضلاً عن تشجيع الحوار المفتوح والتعاون بين الأقسام المختلفة.

لتعزيز القدرة على التكيف، يجب على المؤسسات تطوير آليات لتعلم وتبني التقنيات الجديدة بسرعة. يشمل ذلك توفير التدريب المستمر للموظفين وتحديث مهاراتهم لمواكبة التطورات الرقمية. كما يعتبر تمكين الموظفين من اتخاذ قرارات مستقلة وتقدير المبادرات الفردية من العناصر الحاسمة لبناء ثقافة مرنة وقابلة للتكيف.

إن تعزيز التعلم المستمر داخل المؤسسة يعني أيضًا تقدير البحث والتطوير وتخصيص جزء من الموارد لهذا الغرض. يجب أن تكون الشركات مستعدة للتجربة والتحقق من صحة الأفكار الجديدة بسرعة، وتحويل النجاحات الصغيرة إلى مبادرات كبرى.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الثقافة الرقمية متجذرة في جميع مستويات الشركة، من الإدارة العليا إلى العاملين على الأرض. يجب أن تسود روح الشراكة والتعاون، حيث يسهم الجميع بأفكارهم ويشعرون بأن لهم دور في نجاح الشركة الرقمي.

في نهاية المطاف، ثقافة الابتكار ليست مجرد مجموعة من السياسات، بل هي أسلوب حياة داخل المؤسسة يحفز التغيير الإيجابي ويحقق التقدم المستمر.

أمن البيانات: أولوية في العصر الرقمي

في قلب التحول الرقمي يقبع أمن البيانات كأولوية لا يمكن تجاهلها. مع تزايد اعتماد المؤسسات على البيانات لاتخاذ القرارات الاستراتيجية وتقديم الخدمات، تصبح حماية هذه البيانات من الاختراقات والتهديدات السيبرانية مهمة حاسمة. يتطلب ذلك تطبيق معايير أمنية صارمة وتقنيةت متقدمة للحفاظ على سرية البيانات وسلامتها وتوافرها.

يجب على المؤسسات أن تبدأ بإجراء تقييمات دورية للمخاطر لتحديد الثغرات الأمنية ونقاط الضعف في أنظمتها الرقمية. بناء على هذه التقييمات، يجب تطوير استراتيجيات للحد من المخاطر وإعداد خطط استجابة للحوادث لضمان الاستجابة السريعة والفعالة في حالة حدوث خروقات.

إن التوعية والتدريب المستمر للموظفين على أفضل الممارسات الأمنية هو عنصر مهم في إستراتيجية أمن البيانات. يجب تعزيز ثقافة الوعي الأمني حيث يكون كل فرد في المنظمة مسؤولًا عن حماية البيانات. كما ينبغي تبني سياسات صارمة لإدارة الهويات والوصول، وضمان تحديث النظم والبرمجيات باستمرار للتصدي لأحدث التهديدات الأمنية.

من الضروري أيضًا الاستثمار في تقنيات الأمان الحديثة مثل التشفير والتحقق متعدد العوامل وحلول الأمان السحابي. هذه التقنيات تعمل كطبقة حماية إضافية للدفاع عن البيانات في وجه الهجمات المتطورة.

في نهاية المطاف، يجب أن تعكس السياسات والإجراءات الأمنية التزام المؤسسة بأمان البيانات واحترامها لخصوصية العملاء والشركاء، وهو ما يعد عاملًا رئيسًا في بناء الثقة والسمعة الجيدة في السوق الرقمي.

خدمات استراتيجية التحول الرقمي من شركة الجانب الايجابي للاستشارات

استعد للانطلاق في عالم تقنية المعلومات والمنافسة الرقمية!

تعتبر شركة الجانب الايجابي للاستشارات واحدة من الشركات الرائدة داخل المملكة العربية السعودية في التحول الرقمي، وتهدف الشركة لمساعدة المنظمات والهيئات الحكومية لتحقيق رؤية المملكة 2030 في التحول الرقمي، لذلك تقدم الشركة خدمات استراتيجية التحول الرقمي التي تشمل تحليل وتقييم وتوثيق الوضع الراهن وتعريف متطلبات التحول الرقمي، وتحديد الأولويات بما يوائم الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة عن طريق:-

  • تحليل متطلبات أصحاب المصلحة في التحول الرقمي.
  • تقييم الوضع الراهن من خلال دراسة استراتيجية المؤسسة والخطط الوطنية.
  • تحليل أولويات إدارة التحول الرقمي ليتناغم مع أهداف وأولويات المؤسسة الاستراتيجية.
  • توثيق وتقييم مكونات البنية المؤسسية الحالية.
  • توثيق التوجهات العالمية ذات الصلة.
  • تحليل وتصميم معمارية النظم بناة على نماذج الخدمات والإجراءات.
  • تقييم مكونات تقنية المعلومات وحوكمتها باستخدام مواصفات قياسية عالمية مثل (ITIL – CMMI – ISO27001 – Process Architecture – PMI – etc)
  • دراسة مقارنة المعيارية لتحديد أفضل الممارسات لدى جهات مماثلة محلية ودولية.
  • تصميم المكونات المستقبلية للخدمات الإلكترونية وتقنية المعلومات (النظم – البيانات – البنية التقنية التحتية – أمن المعلومات – التكامل – مكونات الحوكمة).
  • بناء مصفوفة التحليل الرباعي وتحديد أهم قضايا التحول الرقمي.

يمكنك التعرف على المزيد عبر زيارة موقعنا الالكتروني عبر الرابط: www.psc-me.com

ختاماً

في خضم الثورة الرقمية، تتطلب المؤسسات الرشيقة والمبتكرة إعادة تصور لكل جانب من جوانب العمليات التجارية والتحول الثقافي. الاستراتيجيات الموضحة في هذا المقال ليست مجرد خريطة طريق للنجاح، بل هي بمثابة دعوة للقادة وصناع القرار للتفكير الجريء والتحرك الفعال. يتطلب العصر المتصل بالكامل استجابة سريعة ومبتكرة، وهذا يعني اعتناق التغيير وتوجيهه لصالح المؤسسة. الآن هو الوقت المثالي للشركات لتعزيز مرونتها، توسيع نطاقها، وتحويل التحديات إلى فرص، مستلهمين القوة من التقنية والبيانات. لنكن جزءًا من هذا التغيير ونقود مؤسساتنا نحو آفاق جديدة من النجاح.

إعداد فريق PSC شركة الجانب الايجابي للاستشارات

الكلمات المفتاحية: التحول الرقمي، استراتيجيات التحول الرقمي، البيانات، العصر الرقمي

Read More
PSC Team مارس 20, 2024 0 Comments

هل يمكن للحوكمة التقنية أن يكون لها دور في مواجهة التهديدات السيبرانية؟

في عالم يسوده التقدم التقني السريع والاعتماد المتزايد على البيانات الرقمية، تبرز الحاجة الملحة لإدارة وحوكمة تقنية المعلومات كأحد الأعمدة الرئيسية لضمان الأمن السيبراني داخل المؤسسات. الحوكمة التقنية ليست مجرد إطار عمل ينظم استخدام التقنيات، بل هي استراتيجية شاملة تعمل على حماية الموارد الإلكترونية والحفاظ على سلامة البيانات والأنظمة من التهديدات السيبرانية المتزايدة. في هذا المقال، سنستكشف دور الحوكمة التقنية في المؤسسات وكيف تسهم في مواجهة التحديات الأمنية الإلكترونية.

تعريف الحوكمة التقنية وأهميتها في المؤسسات

مع تصاعد الأمواج الرقمية التي تغمر كل ركن من أركان العالم الاقتصادي والاجتماعي، تتجلى الحاجة الماسة إلى بر الأمان الذي توفره الحوكمة التقنية. فلنتخيل الحوكمة التقنية كقبطان سفينة ضخمة يعرف متى وكيف يوجه دفة السفينة في بحر المعلومات العاتي. لكن ما هي هذه الحوكمة التي نتحدث عنها؟ إنها ليست مجرد مجموعة من القواعد الجامدة أو الإرشادات المتكلسة، بل هي النسيج الحي الذي يحكم العمود الفقري لأي مؤسسة تسعى للحفاظ على بياناتها كجوهرة مكنونة.

الحوكمة التقنية هي الطريقة التي تدير بها المؤسسات مواردها التقنية وتوظفها بكفاءة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، كما أنها بوصلة ترشد سفينة المؤسسة نحو استغلال التقنيات بما يخدم الرؤية والمهمة. ومن هنا تبرز أهمية الحوكمة التقنية في تحقيق التوازن بين الفعالية التقنية والمخاطر المحتملة، وتقديم الحماية اللازمة لتجاوز العواصف السيبرانية التي قد تهدد بغرق البيانات والأنظمة الحيوية.

إن اعتماد المؤسسات لحوكمة تقنية متماسكة ومدروسة يمثل حجر الأساس في بناء قلاعها الدفاعية ضد هجمات القرصنة والاختراقات الأمنية. بدونها، ستجد المؤسسات نفسها في مواجهة الفوضى الرقمية والتبعات القانونية والمالية الباهظة التي قد تنجم عن أي تسرب للمعلومات. ولكن مع الحوكمة التقنية، تنير المؤسسات طريقها بمصابيح الأمن السيبراني وتضمن أن كل قطعة من البيانات لديها مكانها الصحيح وحمايتها الكافية.

العلاقة بين الحوكمة التقنية والأمن السيبراني

عندما نزلق الستار جانبًا لنكشف عن المشهد الدرامي الذي يجسد العلاقة بين الحوكمة التقنية والأمان السيبراني، نجد أمامنا لوحة معقدة من التفاعلات والروابط التي تشكل القاعدة الصخرية للدفاعات السيبرانية للمؤسسة.

الحوكمة التقنية هي الأرض التي ينمو فيها الأمن السيبراني، تمده بالمغذيات الضرورية من السياسات، الإجراءات، والمعايير التي تحدد كيف ومتى وأين يتم استخدام التقنية. هذه الأرضية الصلبة توفر إطارًا يسمح للأمن السيبراني بأن يزدهر ويتطور ليصبح درعًا متينًا يحمي الأصول الرقمية.

كأساس للحماية السيبرانية، تتيح الحوكمة التقنية تحديد الأدوار والمسؤوليات بوضوح، وتضمن تحقيق الامتثال للتشريعات والقوانين السائدة. كما أنها تساعد في رصد الثغرات الأمنية قبل أن تتحول إلى مشكلات حقيقية، وتعمل كنظام إنذار مبكر يحمي من الكوارث السيبرانية المحتملة.

من خلال توجيهات الحوكمة التقنية، تصبح المؤسسات أكثر وعيًا وجاهزية للتعامل مع التهديدات السيبرانية. تمكنها من فهم مخاطرها التقنية وتقييمها بدقة، وبالتالي، تصميم استراتيجيات دفاعية ذكية وفعالة. هذا التكامل المتماسك بين الحوكمة والأمان يخلق جدارًا منيعًا ضد الهجمات الإلكترونية ويضمن استمرارية الأعمال حتى في وجه الأزمات الأمنية الأكثر تعقيدًا.

بكل بساطة، العلاقة بين الحوكمة التقنية والأمن السيبراني تشبه العلاقة بين المهندس المعماري والبناء؛ حيث تقدم الحوكمة التقنية الخطط والتصاميم الضرورية للبنية التحتية الأمنية، في حين ينفذ الأمن السيبراني هذه الخطط على أرض الواقع، ليبني حصونًا تقنية لا تُقهر.

الإطار الاستراتيجي للحوكمة التقنية ومكوناته

تتموج مياه البحار التقنية بشتى أنواع المخاطر والتحديات، ولكن مع إطار استراتيجي للحوكمة التقنية، يمكننا أن ننشئ جزيرة من الأمان في قلب هذا البحر المتلاطم. هذا الإطار لا يُشبه فقط خارطة الملاحة التي ترشد السفن إلى المرافق الآمنة، بل هو أيضًا الأساس الذي تُبنى عليه القواعد والأسس للنجاة في هذه المحيطات الرقمية.

إطار الحوكمة التقنية يشمل مكونات أساسية تشكل العمود الفقري للمؤسسة التقنية. هذه المكونات تتضمن السياسات والمعايير التي تحكم استخدام التقنية، بالإضافة إلى الإجراءات التي تضمن تنفيذ هذه السياسات بشكل فعّال. ولا يمكننا أن نغفل عن الأدوار والمسؤوليات التي تُعرّف بوضوح لضمان أن كل فرد في المؤسسة يعرف ما هو متوقع منه في هذه العملية المعقدة.

أما الركيزة الثانية فهي العمليات التي تحكم كيفية تداول وحماية المعلومات، والتي تشمل النظم الأمنية وإجراءات الاستجابة للحوادث. هذه العمليات تضمن أن التهديدات يتم التعامل معها بسرعة وكفاءة، مما يقلل من احتمالية الضرر.

ومن ثم نأتي إلى التقنيات نفسها، التي تشمل البنية التحتية والأنظمة والأدوات التي تستخدمها المؤسسة. يجب أن تكون هذه التقنيات ليست فقط متطورة، بل أيضًا متوافقة مع السياسات والمعايير التي ينص عليها الإطار الاستراتيجي.

ولا يمكننا أن نتجاهل الشق البشري، الذي يتمثل في التدريب والوعي الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من الحوكمة التقنية. يجب أن يكون جميع الموظفين على دراية بأفضل الممارسات الأمنية ومستعدين للتصرف بشكل صحيح في حالة الهجوم.

دراسة حالة: تطبيق الحوكمة التقنية وأثرها على الأمن السيبراني

لنبحر الآن عبر المحيطات الرقمية لنستكشف كيف يمكن لإطار الحوكمة التقنية أن ينقذ سفينة المؤسسة من الغرق في الأعماق المظلمة للهجمات السيبرانية. لهذه الرحلة، سنتأمل دراسة حالة تجسد تطبيق الحوكمة التقنية وتأثيرها المباشر على تعزيز الأمن السيبراني.

تأخذنا هذه الدراسة إلى مؤسسة كانت تواجه تحديات أمنية جسيمة، حيث كانت الثغرات الأمنية تلوح في الأفق كأمواج عاتية تهدد بابتلاع أي قارب يجرؤ على الإبحار دون خرائط واضحة. ولكن مع تبنيها لإطار حوكمة تقنية متين، بدأت المؤسسة في ترسيخ أعمدة الأمان في بنيتها التحتية.

قبل الإبحار في تغييرات الحوكمة، كانت المؤسسة تفتقر إلى الوضوح في السياسات والإجراءات، وكانت البيانات تتدفق بحرية دون حواجز أمنية كافية، مما جعلها هدفًا سهلًا للقراصنة. الخطوة الأولى كانت في تحديد وتوثيق السياسات الأمنية بشكل صارم وواضح، مما شكل خط الدفاع الأول.

تلا ذلك تعيين مسؤولين عن الأمن السيبراني ضمن كل قسم، وتم تدريبهم على إجراءات الاستجابة للحوادث والتعامل مع الثغرات الأمنية. بتوجيه من الحوكمة التقنية، تم تطبيق نظام للرصد المستمر والتقييم، مما سمح بالكشف السريع عن أية محاولات اختراق وتقليل الأضرار المحتملة إلى الحد الأدنى.

مع مرور الوقت، بدأت المؤسسة في رؤية نتائج ملموسة؛ تقلص عدد الحوادث الأمنية بشكل ملحوظ، وارتفع مستوى الثقة بين العملاء الذين بدأوا يشعرون بأمان أكبر عند التعامل مع المؤسسة. كان الأثر الأكبر هو تحول الثقافة الأمنية داخل المؤسسة، حيث أصبح الجميع أكثر وعيًا ومسؤولية عن الحفاظ على الأمن السيبراني.

هذه الدراسة تُظهر بجلاء أن الحوكمة التقنية ليست مجرد إطار نظري، بل هي منارة ترشد السفن في ليلة عاصفة، وهي السد الذي يحمي المؤسسات من فيضانات التهديدات السيبرانية. فمن خلال تطبيق استراتيجية حوكمة شاملة، تمكنت المؤسسة من رفع مستوى الأمن السيبراني وضمان استدامة أعمالها في بيئة تقنية متغيرة باستمرار.

التحديات والعقبات في تطبيق الحوكمة التقنية

في مسيرة أي مؤسسة نحو التحول الرقمي الآمن، تقابلها موجات من التحديات والعقبات التي تتطلب قدرة عالية على المناورة والتكيف. تطبيق الحوكمة التقنية ليس استثناءً، فهو يأتي محملًا بتحديات متعددة الأبعاد، تتطلب من المؤسسات جهودًا مضاعفة وإرادة صلبة لتجاوزها.

أولى هذه التحديات تتمثل في مقاومة التغيير، فالثقافة المؤسسية القائمة قد تكون متجذرة بعمق، وتعديلها يشبه تحريك جبل ثقيل. يجد العديد من الموظفين صعوبة في التخلي عن الأساليب التقليدية واعتناق أساليب جديدة قد تبدو معقدة أو مرهقة في البداية.

ثم تأتي التحديات التقنية، والتي تشمل الحاجة إلى البنية التحتية القوية والأنظمة المتقدمة التي يمكن أن تكون باهظة الثمن. الحوكمة التقنية تتطلب استثمارات مالية كبيرة، وهذا يمكن أن يشكل عبءًا خصوصًا على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما تواجه المؤسسات تحديات تتعلق بالامتثال للتشريعات والقوانين المحلية والدولية المتغيرة باستمرار. الحوكمة التقنية تحتم على المؤسسات البقاء على اطلاع دائم بالمتطلبات القانونية وتعديل السياسات والإجراءات لضمان الامتثال، وهو ما يتطلب موارد مخصصة للمراقبة والتحليل القانوني.

التحدي الرابع يكمن في الحفاظ على التوازن بين الأمن السيبراني وتجربة المستخدم. فمع التشديد على الأمان، قد تصبح الأنظمة صعبة الاستخدام، مما يؤدي إلى فقدان الكفاءة وربما تدني مستوى رضا المستخدمين.

وأخيرًا، يظل التحدي المستمر هو تطوير وتحديث الحوكمة التقنية لتواكب التطورات السريعة في عالم التقنيات والتهديدات السيبرانية المتجددة. تحتاج المؤسسات إلى آلية مرنة للمراجعة والتحديث المستمر للسياسات والإجراءات لضمان فعالية الحوكمة التقنية على المدى الطويل.

خدمة حوكمة تقنية المعلومات من شركة الجانب الايجابي للاستشارات

تقدم شركة الجانب الايجابي للاستشارات خدمات متكاملة في مجال الحوكمة تشمل الخدمات الاستشارية والأنظمة الرقمية الداعمة لأتمتة عمليات الحوكمة والمخاطر والامتثال. وتشمل خدمات الحوكمة تحليل وتوثيق معرفي لمكونات العمل بهدف دعم عمليات التميز المؤسسي من إدارة الاستراتيجية، والأداء المؤسسي، والتميز المؤسسي، وتصميم وتطوير الخدمات والعمليات، والهياكل الإدارية، وإدارة الجودة، وإدارة السياسات، وإدارة البيانات. بالإضافة إلى خدمات حوكمة تقنية المعلومات والتحول الرقمى، وتشمل سياسات قياس ورصد الكيفية التي تدار بها النظم التقنية وأساليب ضبطها، مما يضمن الاستخدام الأمثل لنظم تقنية المعلومات لتمكين أصحاب المصلحة من تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة.

ختاماً

في ختام هذه الرحلة المعرفية حول الحوكمة التقنية، ندرك الآن أهميتها كركيزة أساسية لتعزيز الأمن السيبراني داخل المؤسسات. الحوكمة التقنية لا توفر فقط حماية للبيانات والأنظمة، بل تساهم في بناء ثقافة أمنية ووعي تقني يرتقي بالممارسات التشغيلية للمؤسسات إلى مستويات أعلى من الكفاءة والفعالية. إن تبني استراتيجيات حوكمة قوية ومرنة سيكون العامل الحاسم في تحقيق مستقبل آمن ومستدام في عصر الرقمنة المتسارع.

إعداد فريق PSC شركة الجانب الايجابي للاستشارات

الكلمات المفتاحية: الحوكمة التقنية، التحول الرقمي، الامن السيبراني

Read More
PSC Team مارس 20, 2024 0 Comments

إليك دليل شامل لإكتشاف أبرز استراتيجيات التحول الرقمي للقطاع الرياضي

في عالم يتسارع نحو الرقمنة، لم تعد المؤسسات الرياضية بمنأى عن هذا التيار الجارف. الانتقال إلى الفضاء الرقمي أصبح ضرورة حتمية، ليس فقط للبقاء على قيد المنافسة، بل لتوسيع الآفاق واستقطاب جماهير جديدة. استراتيجيات التحول الرقمي تمثل اليوم مرتكزات أساسية لتطور هذه المؤسسات وتحقيق أهدافها. فكيف تتبع المؤسسات الرياضية هذه الاستراتيجيات؟ وما هي أبرز الأساليب والتقنيات المستخدمة؟ هذا ما سنستعرضه في هذا المقال، مقدمين نظرة شاملة حول الأساليب الأكثر فعالية والتي يمكن أن تحدث تغييراً ملموساً في بنية وثقافة المؤسسات الرياضية.

تعريف التحول الرقمي وأهميته للمؤسسات الرياضية

تعريف التحول الرقمي لا يقتصر على تبني التقنية الحديثة فحسب، بل يمثل تغييرًا جذريًا في كيفية تشغيل المؤسسات الرياضية وتقديم قيمة للجماهير. يشمل هذا التحول استخدام البيانات والأنظمة الرقمية لتعزيز الكفاءة، تحسين الأداء، وتقديم تجارب متميزة للمشجعين. من الناحية العملية، يشمل التحول الرقمي في القطاع الرياضي عدة جوانب منها البث المباشر للمباريات، التسويق الإلكتروني، وإدارة العلاقات مع العملاء.

أهمية التحول الرقمي للمؤسسات الرياضية تتجلى في عدة نقاط رئيسية. أولًا، يزيد من قدرتها على التفاعل مع الجماهير بطرق مبتكرة، مثل تطبيقات الهاتف المحمول التي تقدم إحصائيات اللعبة وتحليلات فورية. ثانيًا، يسمح بتحليل الأداء الرياضي بدقة عالية، مما يؤدي إلى تحسين النتائج وتطوير استراتيجيات التدريب. ثالثًا، يفتح الباب أمام إيرادات جديدة من خلال الشراكات الرقمية والرعاية الإلكترونية. رابعًا، يعزز الكفاءة الداخلية من خلال أتمتة العمليات وإدارة الموارد بشكل أفضل.

تحليل البيانات ودورها في صناعة القرار

تحليل البيانات يشكل العمود الفقري لأي استراتيجية تحول رقمي في المؤسسات الرياضية، فهو يمكّنها من استخلاص رؤى قيّمة من كميات هائلة من البيانات المتعلقة بكل شيء من أداء اللاعبين إلى تفضيلات الجماهير. في سياق الأداء الرياضي، يتيح تحليل البيانات للمدربين والفرق الفنية تقييم الأداء بدقة عالية، تحديد نقاط القوة والضعف، وتطوير استراتيجيات مباراة مصممة خصيصًا لكل منافس.

على الجانب التجاري، تستفيد المؤسسات الرياضية من تحليل البيانات لفهم سلوكيات وتفضيلات المشجعين، مما يساعد في تحسين تجربة الجمهور وزيادة المشاركة من خلال التسويق المستهدف والعروض الترويجية الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد البيانات في تحديد فرص الرعاية الجديدة وتقييم فعالية الحملات الإعلانية، مما يؤدي إلى زيادة الإيرادات.

في نهاية المطاف، يعمل تحليل البيانات كأداة دعم قرار غنية، تمنح المؤسسات الرياضية القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على معطيات واقعية بدلاً من الاعتماد على الحدس فقط. هذا التوجه نحو البيانات يدفع المؤسسات لتصبح أكثر مرونة، استباقية، وتجديدًا في مواجهة التحديات واغتنام الفرص في العصر الرقمي.

تحسين تجربة المشجعين من خلال التقنيات الحديثة

تحسين تجربة المشجعين هو هدف مركزي في استراتيجيات التحول الرقمي للمؤسسات الرياضية. التقنيات الحديثة، مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، تتيح طرقًا جديدة لإشراك المشجعين وتعزيز تفاعلهم. عبر استخدام الواقع المعزز، يمكن للمشجعين الحصول على إحصائيات تفاعلية ومعلومات عن اللاعبين في الوقت الحقيقي أثناء مشاهدتهم للمباراة، سواء كانوا جالسين في الملعب أو من خلال شاشاتهم.

التطبيقات الذكية أصبحت أداة أساسية لتحسين تجربة المستخدم، حيث توفر للمشجعين سبلًا للتفاعل مع الفريق واللاعبين، كما تقدم محتوى حصري وتجارب شخصية. من خلال التحليلات الذكية، يمكن لهذه التطبيقات تقديم توصيات مخصصة للمشجعين بناءً على تفضيلاتهم وسلوكياتهم السابقة، بدءًا من اختيار المقاعد وحتى شراء البضائع.

أيضًا، تمكن التقنيات الحديثة المؤسسات الرياضية من توفير خدمات مثل الدفع الإلكتروني داخل الملاعب، الأمر الذي يسهل على المشجعين شراء التذاكر والمأكولات والبضائع بكل سهولة ويسر. الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية تلعب دورًا مهمًا أيضًا في توفير منصة للمشجعين للتواصل ومشاركة تجاربهم.

في الختام، استخدام التقنيات الحديثة لتحسين تجربة المشجعين يعد استثمارًا قيمًا يعزز الولاء ويضمن تفاعلًا مستمرًا وعميقًا مع العلامة التجارية الرياضية، مما يفتح الباب لمستقبل مشرق حيث تتلاشى الحدود بين الواقع الافتراضي والتجربة المادية.

التدريب والتطوير الرقمي للرياضيين والفرق

في عصر التحول الرقمي، التدريب والتطوير للرياضيين والفرق يأخذ بُعدًا جديدًا مع استخدام التقنية لصقل المهارات وتعزيز الأداء. الأنظمة الرقمية والبرمجيات المتقدمة تمكّن المدربين من تصميم برامج تدريبية مخصصة تتبع تقدم كل رياضي عن كثب، وتوفر تحليلات مفصلة للأداء تساعد في الكشف عن المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

تقنيات مثل الفيديو التحليلي وأجهزة تتبع الحركة تساهم في تقديم تغذية راجعة فورية للرياضيين، مما يسمح بتعديل الأساليب والتقنيات في الزمن الحقيقي. علاوة على ذلك، تتيح الواقع الافتراضي للاعبين محاكاة سيناريوهات المباراة وتدريب عقلي، مما يساعدهم على تحسين قدرتهم على اتخاذ القرارات تحت الضغط.

برامج التدريب الإلكتروني تقدم أيضًا إمكانية الوصول إلى المحتوى التعليمي والتدريبي في أي وقت ومن أي مكان، مما يوفر مرونة كبيرة للرياضيين للتدرب والتعلم بما يتناسب مع جداولهم الزمنية المزدحمة. هذا النوع من التدريب يفتح الباب للتعاون بين الرياضيين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، مما يغني العملية التدريبية بمنظورات وأساليب جديدة.

إضافة إلى ذلك، الألعاب التفاعلية والتدريبات المبنية على الألعاب تزيد من تحفيز الرياضيين وتحسن من مستوى التحمل والاستجابة. الجمع بين هذه التقنيات والأساليب التقليدية يوفر نهجًا شاملًا للتدريب، مما يدفع الرياضيين للوصول إلى قمم جديدة من الأداء والنجاح.

التحديات والعقبات أمام التحول الرقمي

على الرغم من الفرص الهائلة التي يقدمها التحول الرقمي للمؤسسات الرياضية، فإن هناك تحديات وعقبات متعددة يجب التغلب عليها. من أبرز هذه التحديات هو مقاومة التغيير، حيث قد يكون هناك تردد من قبل الإدارة والموظفين في تبني أساليب جديدة وترك الأساليب التقليدية المألوفة.

التحدي الآخر هو تأمين التمويل اللازم للتقنيات الجديدة والبنية التحتية الرقمية. الاستثمارات الأولية يمكن أن تكون عالية، وقد لا تكون العائدات مباشرة أو مضمونة، مما يتطلب تخطيطًا ماليًا دقيقًا وتبريرًا للتكاليف.

الأمن السيبراني يشكل هاجسًا كبيرًا، إذ أن الانتقال إلى الأنظمة الرقمية يفتح المجال لمخاطر أمنية قد تؤثر على سلامة بيانات المؤسسة والمستخدمين. تطوير استراتيجيات أمنية محكمة وتطبيق أفضل الممارسات السيبرانية يصبح ضروريًا لحماية النظم والبيانات.

كما يعتبر نقص المهارات التقنية لدى العاملين عائقًا رئيسيًا، حيث يتطلب التحول الرقمي معرفة وخبرة في استخدام وإدارة التقنيات الجديدة. توفير التدريب والتطوير المهني للموظفين يصبح أمرًا حتميًا لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من الأدوات الرقمية.

أخيرًا، يواجه التحول الرقمي تحديات تتعلق بالتكامل والتوافق بين الأنظمة القديمة والجديدة، والحاجة لتحديث البنية التحتية التقنية بشكل مستمر لمواكبة التطورات السريعة في مجال التقنية.

لتجاوز هذه العقبات، يجب على المؤسسات الرياضية تبني نهج استراتيجي يركز على التخطيط الشامل، التدريب المستمر، والابتكار المتواصل، مع الاستعداد لمواجهة هذه التحديات بصبر وتصميم.

خدمات استراتيجية التحول الرقمي من شركة الجانب الإيجابي للاستشارات

تعتبر شركة الجانب الإيجابي للاستشارات واحدة من الشركات الرائدة داخل المملكة العربية السعودية في التحول الرقمي، وتهدف الشركة لمساعدة المنظمات والهيئات الحكومية لتحقيق رؤية المملكة 2030 في التحول الرقمي، لذلك تقدم الشركة خدمات استراتيجية التحول الرقمي التي تشمل تحليل وتقييم وتوثيق الوضع الراهن وتعريف متطلبات التحول الرقمي، وتحديد الأولويات بما يوائم الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة عن طريق:-

  • تحليل متطلبات أصحاب المصلحة في التحول الرقمي.
  • تقييم الوضع الراهن من خلال دراسة استراتيجية المؤسسة والخطط الوطنية.
  • تحليل أولويات إدارة التحول الرقمي ليتناغم مع أهداف وأولويات المؤسسة الاستراتيجية.
  • توثيق وتقييم مكونات البنية المؤسسية الحالية.
  • توثيق التوجهات العالمية ذات الصلة.
  • تحليل وتصميم معمارية النظم بناة على نماذج الخدمات والإجراءات.
  • تقييم مكونات تقنية المعلومات وحوكمتها باستخدام مواصفات قياسية عالمية مثل (ITIL – CMMI – ISO27001 – Process Architecture – PMI – etc)
  • دراسة مقارنة المعيارية لتحديد أفضل الممارسات لدى جهات مماثلة محلية ودولية.
  • تصميم المكونات المستقبلية للخدمات الإلكترونية وتقنية المعلومات (النظم – البيانات – البنية التقنية التحتية – أمن المعلومات – التكامل – مكونات الحوكمة).
  • بناء مصفوفة التحليل الرباعي وتحديد أهم قضايا التحول الرقمي.

يمكنك التعرف على المزيد عبر زيارة موقعنا الالكتروني عبر الرابط: www.psc-me.com

ختاماً

في ختام هذه الرحلة الاستكشافية في عالم التحول الرقمي للمؤسسات الرياضية، نجد أن هذه العملية ليست مجرد تبني للتقنيات الحديثة، بل هي إعادة هندسة للعمليات وثقافة التواصل مع المعجبين والرعاة. الاستراتيجيات المتبعة لا بد أن تكون متكاملة ومستدامة لضمان نجاحها على المدى الطويل. وأخيرًا، يبقى السؤال المحوري: كيف ستستغل المؤسسات الرياضية هذه التقنيات لتشكيل مستقبل الرياضة؟ إن التحول الرقمي ليس نهاية المطاف، بل هو البداية نحو عصر جديد من الإبداع والابتكار في الصناعة الرياضية.

إعداد فريق PSC شركة الجانب الإيجابي للاستشارات

الكلمات المفتاحية: التحول الرقمي، استراتيجيات التحول الرقمي، البيانات، العصر الرقمي

Read More
PSC Team مارس 20, 2024 0 Comments

أنت لست وحدك! فالذكاء الاصطناعي سيصبح شريكك في اتخاذ القرارات

ينسجم الذكاء الاصطناعي بسرعة في حياتنا اليومية، حيث يُلقي بظلاله على قراراتنا بشكل ملحوظ. فمن تلميحات الفيديو على منصة يوتيوب إلى إختيارات الأغاني في تطبيق سبوتيفاي، تحكمه تمامًا. وما يُضاف إلى ذلك، فإن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تصبح شريكًا قويًا للمديرين وصناع القرار في الشركات والمؤسسات. ومع مرور الوقت، تصبح هذه الخوارزميات ذاتية التوجيه في اتخاذ القرارات دون أي تدخل بشري، ما يزيد من تعقيدات العالم الرقمي ويزيد من جاذبيته.

لقد تبين أن بعض قرارات الذكاء الاصطناعي أفضل من قرارات البشر، لأنها تكون خالية من الأخطاء وتتميز بالسرعة بفضل القدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات، بالإضافة إلى القدرة على التعلم والتكيف مع الظروف والمشكلات الجديدة.

يزداد عدد القرارات التي يُحيلها البشر إلى الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن معظمنا يثق بها، فهل هي حقاً أفضل؟

الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً كما نعتقد

يثق معظم الناس بالذكاء الاصطناعي لأنهم يعتقدون أنه يعمل تماماً مثل الذكاء البشري أو لأنهم لا يعرفون كيف يعمل.

من أجل توضيح حدود قرارات الذكاء الاصطناعي وقيودها، طرح خبير التطوير الألماني كريستوف باور مثالاً في مقالة نشرها على مدونته الشخصية، يقول فيها: “كنت في طريقي إلى ساحل بحر الشمال مع صديقتي. أدخلت المكان الذي يجب أن نذهب إليه في نظام الملاحة المثبت في سيارتي. وفي الوقت نفسه، استخدمت تطبيق خرائط جوجل على هاتفي. وكان لدى صديقتي تطبيق خرائط آخر مثبت على هاتفها الذكي. طلبنا من الأجهزة الثلاثة تحديد أفضل وأقصر طريق. وحصلنا على ثلاث طرق مختلفة. حينها فكرت: ما هو المسار الذي يجب أن أثق به الآن؟”.

ما الذي أدى إلى اختلاف التوصيات؟ ألا يجب أن يكون تحديد الطريق الأقصر أمراً بسيطاً بالنسبة لنظام الملاحة أو تطبيق الخرائط؟

يعود السبب في الاختلاف إلى أن نظام الملاحة المثبت في السيارة وتطبيقات الخرائط تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي، هذه الخوارزميات تعطينا النتائج حسب البيانات المتوفرة وقيمتها.

في المثال الذي طرحه باور، ربما قام نظام الملاحة في السيارة بتحديد الطريق الأقصر اعتماداً على المسافة، في حين اعتمد تطبيق خرائط جوجل على البيانات التي تصله في الوقت الفعلي من هواتف الآخرين ووجد ازدحاماً في بعض الطرق، واقترح طرقاً أخرى.

من هذا المثال نستطيع القول إن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيّاً بالمطلق، وإنه يكون ذكياً فقط حين تتوفر لديه بيانات ومعلومات كافية وذات قيمة ويكون قادراً على تحليلها.

ما الذي يعنيه ذلك؟

لا يجب أن نثق دائماً بقرارات وتوصيات الذكاء الاصطناعي، بمعنى آخر، علينا أن نضع معايير تحدد ما إذا كان علينا الثقة بقرارات الذكاء الاصطناعي أم لا، تعتمد هذه المعايير على كمية ونوعية البيانات التي تحللها الخوارزميات، فإن كانت هذه البيانات صحيحة وكافية، يمكن الوثوق بالقرارات، بخلاف ذلك، يجب الاعتماد على القرارات البشرية أو منح الخوارزميات مزيداً من البيانات الصحية والقيمة.

وجود مثل هذه المعايير يمكن أن يساعد المسؤولين والرؤساء التنفيذيين في الشركات والمؤسسات على وضع حدود للذكاء الاصطناعي في مجال صنع القرار.

كيف يمكنك الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في صنع القرار؟

للاستفادة من  الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار، عليك أن تدرك الحقيقة الواردة أعلاه، وهي أن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيّاً في حال عدم توفر بيانات كافية.

لهذا السبب، إن كنت تريد أن تستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي في صنع القرار، عليك أولاً وقبل كل شيء توفير أدوات فعالة لجمع البيانات وتخزينها وتحليلها بطريقة صحيحة، وعليك أيضاً تأمين هذه البيانات حتى لا يتم تغييرها أو سرقتها.

أخيراً، لا يجب أن تكون توصيات الذكاء الاصطناعي وقراراته حاسمة، خاصةً إذا كانت هذه القرارات مصيرية وتؤثر على عمل أو حياة الكثيرين، ففي بعض الحالات، لا تكفي البيانات فقط لاتخاذ القرار الصحيح، بل يجب الاعتماد على بعض الصفات البشرية مثل التعاطف والحدس. فنحن البشر أكثر قدرة من الخوارزميات على التعامل مع التعقيد وعدم اليقين.

خدمات استشارات الذكاء الاصطناعي المقدمة من شركة الجانب الايجابي للاستشارات PSC

أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً رئيسياً من استراتيجيات الابتكار الوطني للحكومات ويعتبر الذكاء الاصطناعي أيضاً عنصراً من عناصر قوة المؤسسات في التحول الرقمي

وأضحى التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي عاملان أساسيان في رحلة تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث أن الرؤية الاستراتيجية للملكة تهدف إلى جعلها مجتمع قائم على المعرفة والتمكين، وأيضاً المساعدة في التنويع الاقتصادي داخل المملكة، بالإضافة إلى أن 70% من أهداف رؤية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتقنيات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وتتمثل استشارات الذكاء الاصطناعي المقدمة من الشركة في

  • تأسيس مكاتب الذكاء الاصطناعي
  • حوكمة الذكاء الاصطناعي
  • قياس نضج استخدام الذكاء الاصطناعي

إعداد فريق PSC شركة الجانب الإيجابي للاستشارات

Read More
PSC Team مارس 17, 2024 0 Comments