5 أسباب تجعل التحول الرقمي ضرورياً لنمو الأعمال
تعتبر عملية التحول الرقمي في الوقت الحالي من أهم وأبرز الاستراتيجيات التي يجب على الشركات والأعمال تبنيها من أجل التقدم على المنافسين ونمو الأعمال. وعلى الرغم من أن معظم المفاهيم المتعلقة بالتحول الرقمي تركز على الجانب التقني أكثر، فإنه يتعدى ذلك كثيراً حيث يؤثر بشكل كبير في معرفة كيفية ممارسة الأنشطة التجارية اليومية والتفاعل مع العملاء.
ما أهمية التحول الرقمي للأعمال وما الفرق بينه وبين الرقمنة؟
هناك العديد من المسارات المختلفة التي تؤدي إلى إكمال استراتيجية التحول الرقمي (Digital Transformation)، وستكون رحلة كل شركة فريدة من نوعها بحسب نموذج أعمالها. على سبيل المثال، قد تقدم إحدى الشركات تقنيات الذكاء الاصطناعي أو الحوسبة السحابية لتحسين تجربة عملائها، بينما قد يعيد بعضها الآخر تصميم سلسلة التوريد الخاصة بها للاستفادة بشكل أفضل من التعلم الآلي، من خلال وضع تنبؤات فورية حول المنتجات التي يريدها العملاء في غضون فترة معينة، ثم تحويل الإنتاج لتلبية الطلب.
وبغض النظر عن كل حالة أو مسار، فإن بدء رحلة التحول الرقمي دائماً ما يتطلب عقلية جديدة تنظر إلى العملية كفرصة لإعادة تصور كيفية قيام الشركة بعملها من الألف إلى الياء، حيث نجد أن هناك مفهومين متعلقين بالتحول الرقمي يتم الخلط بينهما، وهما:
الرقمنة (Digitization): هي عملية ترجمة المعلومات والبيانات التناظرية إلى شكل رقمي، على سبيل المثال عند مسح صورة أو مستند ضوئياً وتخزينها على جهاز الحاسوب، وهي عملية لا تحدد بشكل واضح هل تم تنفيذ عملية التحول الرقمي بنجاح أم لا، على الرغم من أنه يمكن اعتبارها خطوة أولى في تنفيذ عملية التحول الرقمي في الشركة.
التحول الرقمي : (Digitalization) هي أكثر من مجرد جعل البيانات الحالية رقمية، حيث تحتضن عملية التحول الرقمي قدرة التقنيات على جمع البيانات وتحديد الاتجاهات واتخاذ قرارات أعمال أفضل، واستخدام التقنيات الرقمية لتغيير العمليات والمشاريع التجارية، مثل تدريب الموظفين على استخدام منصات برمجية جديدة مصممة للمساعدة في إطلاق المنتجات بشكل أسرع.
ففي حين أن التحول الرقمي قد يشمل جهود الرقمنة، فإنه يتجاوز مستوى المشروع ويؤثر على الشركة بأكملها، وبالنسبة لمعظم الشركات، يتطلب التحول الرقمي الابتعاد عن التفكير التقليدي والاتجاه نحو نهج تجريبي أكثر تعاوناً، واكتشاف طرق جديدة في التعامل مع العمل وإيجاد حلول جديدة يمكن بدورها تحسين تجربة العملاء، وتشجيع الموظفين على الابتكار، ما يؤدي إلى نمو الشركة في النهاية.
كيف أصبح التحول الرقمي ضرورة وليس حاجة؟
حتى قبل انتشار جائحة كوفيد-19 كانت التقنيات الجديدة والتحويلية تدخل بوتيرة منتظمة وبطيئة نوعاً ما إلى بيئات العمل، ما مكّن الشركات من الابتكار والازدهار، ولكن مع حالات الإغلاق التي رافقت انتشار الجائحة، أصبحت الشركات تنظر إلى ضرورة أن يحدث ما كان من المفترض أن يستغرق سنوات في غضون بضعة أشهر فقط أو أقل.
وهذا ما ساعد عدداً من الشركات في اعتماد المزيد من التواجد الرقمي من أجل الحفاظ على الاتساق بين فرق العمل طوال فترة انتشار الجائحة، كما سمح لها بتحسين الكفاءة والمرونة، حيث أظهر مؤشر التحول الرقمي لعام 2020 (Digital Transformation Index 2020) من شركة ديل (Dell)، والذي شمل استطلاعاً لأكثر من 4000 من قادة الأعمال على مستوى العالم، أن 8 شركات من أصل 10 قامت بتتبع برامج التحول الرقمي الخاصة بها عام 2020.
بالإضافة إلى ذلك، قال 89% منهم إن الوباء سلّط الضوء على الحاجة إلى بيئة تقنية معلومات أكثر مرونة وقابلية للتوسع، لذا ليس من المستغرب أن يكون التحول الرقمي في الوقت الحالي وفي المستقبل القريب هدفاً رئيسياً للشركات في كل القطاعات بلا استثناء للعديد من الأسباب منها:
1– توقع الجميع خدمة عند الطلب
في عالم يتزايد فيه التعامل الرقمي فإن العملاء يتوقعون من الشركات والأعمال التجارية أن تتبنى أفضل الحلول الرقمية عبر الإنترنت لتظل فعّالة وتنافسية، حيث إن العميل في الوقت الحالي لديه العديد من الخيارات إذا وجد صعوبة في التعامل مع نشاط تجاري عبر الإنترنت.
هناك دائماً عدد من المنافسين الذين لديهم القدرة على تقديم وصول أسهل للمستخدم إلى خدماتهم، ومن ثم تحتاج الشركات إلى النظر إلى قيمة تقديم خدمات فعّالة تلبي احتياجات العملاء عند طلبهم وليس في توفيرها.
2– حاجة الموظفين إلى أدوات حديثة ليكونوا فعّالين
في الوقت الحالي أصبح العمل من المنزل والعمل عن بُعد هو السائد، ومن المتوقع أن يحل محل نماذج العمل التقليدية ليصبح معياراً لمعظم الموظفين، لذا فإن توفير أدوات إنتاجية للعمل من المنزل من قبل أصحاب العمل والتحول الرقمي الفعّال هو التزام حيوي يجب على الشركات القيام به للحفاظ على مشاركة الموظفين.
يوفر التحول الرقمي فرصة قيمة للابتعاد عن العمليات اليدوية والعمل على أتمتة المجالات الرئيسية مثل كشوف المرتبات، كما أن منصات الإنتاجية أصبحت ضرورية ويمكن الاعتماد عليها في العمل الجماعي، من خلال استخدامها للتعاون وتنفيذ استراتيجيات أكثر كفاءة وتعيين العمل بشكل عادل وفعّال.
3– تقوية الشراكات التجارية
مع تزايد طلبات العملاء والمنافسة الشرسة في مجال الأعمال، أصبحت الشركات تعتمد بشكلٍ متزايد على بعضها بعضاً، حيث تعمل مع الموردين والموزعين والمقاولين من الداخل والمستشارين المتخصصين بهدف إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات التي تهم العملاء.
وغالباً ما تتطلب إدارة هؤلاء الشركاء اتصالاً مستنداً إلى المستندات، وهي عملية يُنظر إليها تقليدياً على أنها أكبر عقبة أمام الكفاءة، لكن التقنيات متاحة لإعادة تشكيل وتصميم هذه العملية، حيث يمكن أن يؤدي استخدام نظام التوقيع الإلكتروني إلى تمكين سير عمل انسيابي يكون أكثر شفافية وفي الوقت المناسب وبدقة أكبر.
4– اتخاذ قرارات أفضل بشكل أسرع
تتمتع الشركات اليوم بإمكانية الوصول إلى كميات أكبر من البيانات أكثر من أي وقت مضى، ومن ثم باستخدام المجموعة الصحيحة من أدوات تحليل البيانات الضخمة يمكن تحويل هذه البيانات إلى رؤى تجارية قيمة يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات أكثر استنارة وأسرع.
حيث سيسمح وضع البيانات والتحليلات في قلب استراتيجية التحول الرقمي للشركات بالاستفادة من البيانات الضخمة التي تنتجها بشكل دوري، ومن خلال تحليلها يمكن الحصول على رؤى تجارية لا تقدر بثمن، ما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة في الوقت المناسب.
5– زيادة الأرباح
يمكن أن تساعد حلول التحول الرقمي في زيادة الإيرادات من خلال تحسين تجربة العملاء، وإنشاء منتجات وخدمات جديدة، وزيادة جهود التسويق. على سبيل المثال يمكن زيادة رضا العملاء من خلال التواصل معهم عبر القنوات الرقمية وتزويدهم بخدمة ذات جودة أفضل بتكلفة أقل من أساليب التواصل التقليدية.
كما يمكن زيادة ولاء العملاء من خلال استخدام الاستراتيجية الرقمية الصحيحة لتطوير العملاء المخلصين الذين سيكونون أكثر استعداداً لشراء المنتج أو الخدمة مرة أخرى في المستقبل، بالإضافة إلى إمكانية التوصية بها لأفراد عائلاتهم وأصدقائهم.
ختاماً، يعد التحول الرقمي جزءاً أساسياً لنمو الأعمال، من خلال مساعدة الشركات على تحسين تجربة العملاء وزيادة الكفاءة والربحية والبقاء على صلة بالسوق وتحسين الإنتاجية، وكل هذه الأشياء مجتمعة ستؤدي إلى زيادة حجم المبيعات ما يعني ربحاً أكبر للشركة.