Category: الذكاء الاصطناعي

كيف «يفكر» الذكاء الاصطناعي؟

ببساطة يُعرف الذكاء الاصطناعي على أنه قدرة الآلات في أداء المهام التي تتطلب الذكاء البشري، مثل التفكير والتعلم واتخاذ القرار. يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، مثل الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الكلام والروبوتات. ولكن كيف يفكر الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يعالج المعلومات ويحل المشكلات؟ وبماذا تختلف طريقة تفكيره عن تفكير البشر؟

آلية التفكير الاصطناعي

لا يفكر الذكاء الاصطناعي بالطريقة نفسها التي يفكر بها البشر، فهو لا يملك وعياً أو عواطف أو حدساً. لا يفهم الذكاء الاصطناعي معنى البيانات التي يعالجها أو سياقها، ويقوم فقط بمقارنة البيانات التي يحصل عليها بقاعدة بياناته السابقة التي دُرِب عليها. على سبيل المثال، لا يعرف نظام الذكاء الاصطناعي الذي يتعرف على الوجوه ما الوجه أو مَن الشخص، إذ يقوم فقط بمقارنة وحدات بكسل الصورة بوحدات بكسل الصور الموجودة في قاعدة البيانات الخاصة به، ثم يعثر على أقرب تطابق.

يستخدم الذكاء الاصطناعي أساليب مختلفة لمقارنة البيانات والعثور على التشابه بينها، إحدى الطرق الأكثر شيوعاً هي التعلم الآلي، وهو مجموعة فرعية من الذكاء الاصطناعي تمكّن الآلات من التعلم من البيانات وتحسين أدائها. يمكن تقسيم التعلم الآلي إلى نوعين: التعلم الموجَّه (Supervised learning) والتعلم غير الموجَّه (Unsupervised learning).

التعلم الموجَّه يمثّل تعلم الآلة من البيانات المصنّفة؛ أي بيانات لها نتيجة وتندرج ضمن فئة محددة مسبقاً. على سبيل المثال، يتعلم نظام الذكاء الاصطناعي الذي يصنّف رسائل البريد الإلكتروني العشوائية من بيانات تتضمن ملايين رسائل البريد الإلكتروني التي صُنِفت على أنها بريد عشوائي أو ليست بريداً عشوائياً. بهذه الطريقة، يستطيع أن يعرف ميزات رسائل البريد العشوائي وميزات رسائل البريد غير العشوائي، ويطبّقها على رسائل البريد الإلكتروني الجديدة.

أمّا التعلم غير الموجَّه فيكون عندما تتعلم الآلة من البيانات غير المصنّفة، وهي بيانات ليست لها نتيجة ولا تندرج ضمن فئة محددة مسبقاً. على سبيل المثال، يتعلم نظام الذكاء الاصطناعي الذي يصنّف العملاء حسب تفضيلاتهم من مجموعة بيانات سلوك العملاء دون معرفة تفضيلاتهم، وذلك من خلال العثور على أوجه التشابه والاختلاف بين العملاء المختلفين، ثم تصنيفهم وفقاً لذلك.

هناك طريقة أخرى يستخدمها الذكاء الاصطناعي لمقارنة البيانات والعثور على أوجه التشابه والاختلاف في البيانات وهي التعلم العميق (Deep Learning)، وهو مجموعة فرعية من التعلم الآلي تستخدم الشبكات العصبونية الاصطناعية (ANNs) لتقليد بنية ووظيفة الشبكات العصبية البيولوجية في الدماغ البشري. تتكون الشبكات العصبونية الاصطناعية من طبقات من العقد المترابطة تُسمَّى العصبونات الاصطناعية، وهي تعالج المعلومات وتنقل الإشارات إلى بعضها بعضاً.

كيف يتعرف الذكاء الاصطناعي على البيانات الجديدة؟

أحد تحديات الذكاء الاصطناعي هو التعامل مع البيانات التي لم يُدرب عليها، أو التي تختلف عن البيانات التي لم يُدرب عليها. نقصد بذلك تطبيق المعرفة والمهارات المكتسبة على المواقف والمشكلات الجديدة.

إحدى الطرق التي يمكن أن تمنح الذكاء الاصطناعي هذه القدرة هي استخدام نقل التعلم (Transfer Learning)، وهي تقنية تمكّن الذكاء الاصطناعي من إعادة استخدام معارفه ومهاراته الحالية لمهام أو مجالات مختلفة. على سبيل المثال، يستطيع نظام الذكاء الاصطناعي الذي دُرِب على التعرف على الكلاب استخدام ميزاته المكتسبة نفسها للتعرف على الحيوانات الأخرى، مثل القطط أو الخيول.

هناك طريقة أخرى وهي استخدام التعلم المعزز (Reinforcement Learning)، وهي طريقة تمكّن الذكاء الاصطناعي من التعلم من تصرفاته وردود أفعاله. على سبيل المثال، يستطيع نظام الذكاء الاصطناعي الذي يلعب الشطرنج أن يتعلم من تحركاته ونتائجه، ويحسّن استراتيجيته بمرور الوقت.

الفرق بين تفكير الذكاء الاصطناعي وتفكير الإنسان

هناك بعض أوجه التشابه والاختلاف بين تفكير الذكاء الاصطناعي والتفكير البشري. إليك بعض أوجه التشابه:

  • كلاهما يستخدم البيانات والمعلومات لاتخاذ القرارات وحل المشكلات.
  • كلاهما يستخدم المنطق والتفكير للعثور على أوجه التشابه والاختلاف.
  • كلاهما يمكن أن يتعلم من خبرته.

بعض الاختلافات:

  • التفكير البشري أكثر إبداعاً ومرونة من الذكاء الاصطناعي، حيث يستطيع البشر توليد أفكار وحلول جديدة، والتكيُّف مع المواقف والسياقات المتغيرة.
  • التفكير البشري أكثر بديهية وعاطفية من الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن للبشر استخدام مشاعرهم وعواطفهم لتوجيه أفعالهم وأحكامهم.
  • التفكير البشري أكثر قابلية للتفسير والفهم من الذكاء الاصطناعي، فالبشر يمكنهم تقديم الأسباب والمبررات لقراراتهم وأفعالهم، في حين أن الذكاء الاصطناعي غالباً ما ينتج مخرجات يصعب تفسيرها.

محاولات لتغيير طريقة تفكير الذكاء الاصطناعي

هناك بعض المحاولات لتغيير طريقة تفكير الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال جعله أكثر شبهاً بالإنسان. أحد الأمثلة على ذلك هو ما قام به الباحث بيتر كو، الأستاذ المساعد في مختبر كولد سبرينغ هاربور في ولاية نيويورك الأميركية، الذي طوّر طريقة تُسمَّى علم الأحياء الحسابي (PLOS)، وهي تقوم باختبار الذكاء الاصطناعي لمعرفة القواعد التي تعلمها بنفسه.

طوّر كو ذكاء اصطناعي يمكنه تعلم القواعد العامة بدلاً من مقارنة البيانات فقط. على سبيل المثال، بدلاً من تدريب الذكاء الاصطناعي على حلول جاهزة لآلاف المعادلات الرياضية، يمكن تعليمه قواعد حل تلك المعادلات.

تتضمن طريقة كو طرح أسئلة على الذكاء الاصطناعي حول الميزات والأنماط التي تعلمها، ومقارنة إجاباته بإجابات خبير بشري. وهي تُعد مجالاً جديداً يهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي قابلاً للتعلم بسرعة أكبر ويفكر بطريقة مماثلة لتفكير البشر. بالإضافة إلى ذلك، يعد تدريب الذكاء الاصطناعي على القواعد بدلاً من البيانات الضخمة أقل تكلفة بكثير وأقل استهلاكاً لموارد الحوسبة، ما يُتيح انتشار الذكاء الاصطناعي على نطاقٍ أوسع.

Read More
PSC Team July 1, 2024 0 Comments

ما هو اختبار IQ للذكاء الاصطناعي؟ وهل بالفعل سيتفوق على الذكاء البشري؟

في الفترة الأخيرة كثر الحديث عن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) الذي يعتبر الوصول إليه هو الهدف المنشود في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي يتسابق معظم شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة والكبرى لتحقيقه. لكن وفقاً لاختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي، يبدو أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام لا يزال بعيدَ المنال.

بالإضافة إلى ذلك وبحسب تصريح لكبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا يان ليكون، فإن أمام شركات الذكاء الاصطناعي طريقاً طويلاً للوصول إلى هذا الهدف، بينما يجادل المدير التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منافساً إلى حد ما للبشر خلال 5 سنوات.

فما هو اختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي؟ وكيف كان أداء الذكاء الاصطناعي أمامه؟ وهل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري بالفعل مثلما توقع المدير التنفيذي لشركة إنفيديا؟

ما هو اختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي  (AI-IQ)؟

يُعدُّ اختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence IQ Test، اختصاراً AI-IQ) أحد أشهر الاختبارات المعنية بتقييم مستويات تطور الذكاء لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلى عكس اختبارات الذكاء البشري التقليدية التي تقيس القدرات المعرفية العامة، تركّز اختبارات آي كيو للذكاء الاصطناعي على مهارات محددة تناسب الخصائص الفريدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلى تقييم الجوانب المختلفة لذكاء الذكاء الاصطناعي بما في ذلك:

  • الاستدلال: يتضمن ذلك القدرة على حل المشكلات، وإجراء استنتاجات منطقية، واستخلاص النتائج من المعلومات.
  • التعلم: يشير إلى القدرة على اكتساب معارف ومهارات جديدة، فضلاً عن التكيُّف مع المواقف الجديدة.
  • التخطيط: يتضمن ذلك القدرة على تحديد الأهداف، وتطوير الاستراتيجيات، واتخاذ القرارات.
  • الإدراك: يشير إلى القدرة على تفسير المعلومات من البيئة وفهمها، بما في ذلك البيانات المرئية والسمعية والحسية..
  • الإبداع: القدرة على توليد أفكار وحلول جديدة.

وعلى الرغم من أن اختبارات ذكاء الذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير ولا يوجد معيار واحد مقبول عالمياً، فإن الاختبارات الحالية تمثّل خطوة مهمة إلى الأمام في الجهود القائمة لفهم وقياس ذكاء الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تساعد هذه الاختبارات على:

  • تحديد نقاط القوة والضعف في أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة ومقارنتها.
  • تتبع التقدم المحرز في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • فهم أفضل لطبيعة الذكاء الاصطناعي نفسه.

الذكاء الاصطناعي يفشل أمام اختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي

لقياس مدى ذكاء نماذج الذكاء الاصطناعي الموجودة الآن، أجرى فريقٌ من العلماء من ضمنهم كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا وباحثون من شركات ناشئة أخرى في مجال الذكاء الاصطناعي اختباراً لقياس كيفية تنافس المنطق العام للذكاء الاصطناعي مع الإنسان العادي.

ولذلك، جمّع فريق البحث سلسلة من الأسئلة الخاصة البسيطة من الناحية المفاهيمية بالنسبة للبشر ولكنها تمثّل تحدياً لمعظم أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ثم طُرِحت الأسئلة على عينة من البشر وأيضاً إعلى إصدار ذكاء اصطناعي مدعوم بالنموذج اللغوي الكبير جي بي تي، الذي يعتبر أحدث نموذج لغوي كبير موجود على الساحة حالياً.

اختبر الفريق إصدار الذكاء الاصطناعي لمعرفة كيفية استجابته للأسئلة التي تتطلب مجموعة من القدرات الأساسية مثل التفكير، والتعامل مع الوسائط المتعددة، وتصفح الويب، واستخدام الأدوات عموماً، وتتطلب الأسئلة التي طرحها الباحثون من إصدار الذكاء الاصطناعي المدعوم بالنموذج اللغوي الكبير جي بي تي 4 اتخاذ عدد من الخطوات للتأكد من المعلومات من أجل الإجابة.

على سبيل المثال، في أحد الأسئلة طُلِب من إصدار الذكاء الاصطناعي زيارة موقع ويب محدد والإجابة عن سؤال خاص بالمعلومات الموجودة على هذا الموقع، وفي حالات أخرى كان على الإصدار إجراء بحث عام على الويب عن المعلومات المرتبطة بشخصٍ ما في الصورة.

والنتيجة النهائية هي أن أداء إصدار الذكاء الاصطناعي المدعوم بنموذج جي بي تي 4 لم يكن جيداً جداً، حيث أظهرت نتائج البحث أن النماذج اللغوية الكبيرة عادة ما يتفوق عليها البشر عندما يتعلق الأمر بسيناريوهات حل المشكلات الأكثر تعقيداً، وأشار التقرير النهائي إلى أنه على الرغم من نجاح النموذج في المهام التي قد تكون صعبة على البشر، فإن أداءها كان سيئاً حتى مع تزويده بالأدوات.

حيث لم يتجاوز معدل نجاح إصدار الذكاء الاصطناعي المدعوم بالنموذج اللغوي الكبير جي بي تي 4 نسبة 30% لأسهل المهام و0% للمهام الأصعب، بينما بلغ متوسط معدل النجاح البشري 92%، وخلصت الدراسة إلى أن ظهور الذكاء الاصطناعي العام يعتمد على قدرته لإظهار قوة مماثلة لما يفعله الإنسان العادي في مثل هذه الأسئلة.

هل اقترب بالفعل الذكاء الاصطناعي من منافسة الذكاء البشري؟

مع المنافسة المحتدمة بين الشركات الناشئة والشركات الكبرى في الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، لا يزال الكثير من الخبراء يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي في طريقه للتفوق على الذكاء البشري إلى حد ما، وعلى رأسهم المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ (Jensen Huang) الذي ذكر في لقائه ضمن قمة ديل بوك (DealBook) السنوية التي تعقدها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن الذكاء الاصطناعي سيكون منافساً إلى حد ما للبشر خلال خمس سنوات.

وأضاف قائلاً: “إنه إذا عُرِف الذكاء الاصطناعي العام على أنه جهاز كمبيوتر يمكنه إكمال الاختبارات بطريقة تنافسية إلى حد ما مع الذكاء البشري، فعندئذ من الواضح أنه يمكننا أن نرى ظهور أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها إكمال تلك الاختبارات في غضون السنوات الخمس المقبلة”.

كما توقع مؤسِّس شركة إنفيديا التي ازدهرت أعمالها مؤخراً بسبب الارتفاع الكبير في الطلب على وحدات معالجة الرسومات العالية الطاقة (GPU) اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي الجاهزة التي ستضبطها الشركات في مختلف الصناعات وفقاً لاحتياجاتها، بدءاً من تصميم الرقائق وإنشاء البرامج وحتى اكتشاف الأدوية والأشعة.

كما ذكر أيضاً أن أحد الأسباب التي تجعل صناعة التقنيات لا تزال بعيدة عن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام هو أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي ماهر حالياً في مهام مثل التعرف والإدراك، فإنه لا يمكنه حتى الآن إنجاز التفكير المتعدد الخطوات وهو ما يمثّل أولوية قصوى للشركات والباحثين.

ولكن هذا الرأي يخالفه العديدُ من علماء الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسهم كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا الذي انتقد علماء الذكاء الاصطناعي الذين يتحدثون بشغف وحماس عن إمكانية تطوير الذكاء الاصطناعي العام على المدى القريب، حيث انتقد بشدة القدرات التقنية الحالية لصناعة الذكاء الاصطناعي وأنه لن يكون قريباً من القدرات البشرية، وأن هذه الأنظمة تحتاج إلى نماذج داخلية تسمح لها بالتنبؤ بعواقب أفعالها، وبالتالي تسمح لها بالتفكير والتخطيط.

كما ذكر في تغريدة حديثة له: “أن النماذج اللغوية الكبيرة لا تمتلك قدرة التنافس مع الذكاء البشري ولا أي شيء قريب منه، ومن ثَمَّ فهي ليست حتى قريبة من الوصول إلى مستوى الذكاء البشري، وفي الواقع فإن افتقار نماذج الذكاء الاصطناعي فهم العالم المادي وقدرات التخطيط يضعها بشكلٍ كبير تحت مستوى ذكاء القطط، علاوة عن المستوى البشري”.

ترسم نتائج اختبار آي كيو للذكاء الاصطناعي صورة واضحة، وهي أنه على الرغم من التطورات الأخيرة فإنه لا يزال أمام الذكاء الاصطناعي طريقٌ طويلٌ ليقطعه قبل أن يتمكن من منافسة الذكاء البشري.

وفي حين أن النماذج اللغوية الكبيرة مثل جي بي تي 4 تتفوق في المهام التي تتطلب التعرف على الأنماط ومعالجة اللغة، إلّا أنها تواجه صعوبة في التفكير المعقد وحل المشكلات وفهم العالم المادي، ما يشير إلى أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام لا يزال بعيدَ المنال على الرغم من التوقعات المتفائلة من بعض الخبراء والقادة في الصناعة.

بالإضافة إلى ذلك من المرجّح أن المفتاح للوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام يكمنُ في تطوير نماذج داخلية تمكّن الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بعواقب أفعاله، والتفكير بشكلٍ استراتيجي، والتخطيط بفاعلية، ودون هذه القدرات سيظل الذكاء الاصطناعي أداة قوية لكنه ليس أداة قادرة على منافسة الذكاء البشري بشكلٍ حقيقي.

ومن ثَمَّ ينبغي أن تركّز الجهود البحثية المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي على سد هذه الفجوة وتزويد أنظمة الذكاء الاصطناعي بالقدرات اللازمة على التفكير والتخطيط للتغلب على القيود الحالية، وعندها فقط يمكننا أن نأمل أن نرى ظهور آلات ذكية يمكنها منافسة البشر في قدراتها العقلية.

Read More
PSC Team May 16, 2024 0 Comments

كيف غيّر الذكاء الاصطناعي قطاع الأسواق المالية؟

رفعت أنظمة الذكاء الاصطناعي الإقبال على سوق الأسهم في السنوات الأخيرة بفضل ما تتيحه من مزايا غير مسبوقة، من قبيل خفض تكاليف تحليل الأسواق ومتابعتها وتوفير الوقت وتقديم نتائج دقيقة لا تتأثر بمشاعر الخوف أو التفاؤل المفرط التي تسود داخل بعض الأسواق.

ويعد قطاع التداول واحداً من أحدث القطاعات التي اقتحمها الذكاء الاصطناعي وغيّر طريقة عملها؛ فقد جعل التداول الإلكتروني متاحاً للجميع دون الحاجة إلى معرفة متخصصة أو سنوات من الخبرة في التداول. فكيف فعل ذلك؟

لنأخذ شركة في آي ماركتس (VI Markets) مثالاً. تعدُّ في آي ماركتس الممثل الرسمي لشركة ون فايننشال ماركتس المتخصصة بالأسواق العالمية والتداول الإلكتروني في الشرق الأوسط، وقد بدأت الاعتماد في عملياتها على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكلٍ كامل منذ عام 2018.

يقول الرئيس التنفيذي للشركة، طلال العجمي، الذي حاز لقب “أفضل رئيس تنفيذي ناشئ للتداول لعام 2022” من قبل غلوبال بزنس أوتلوك (Global Business Outlook): “إن الأسواق المالية شهدت إقبالاً متزايداً بعد اقتحام الذكاء الاصطناعي لها”.

ويضيف العجمي، الذي اختير ضمن قائمة فوربس لـ “أقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط 2022″، أن الذكاء الاصطناعي سهّل الكثير من العمليات المالية، بدءاً من متابعة حركة الأسواق، وتحليلها، وحتى اتخاذ القرار اعتماداً على مجموعة ضخمة من البيانات، مبرزاً امتلاك أدوات الذكاء الاصطناعي ميزة الابتعاد عن العاطفة.

كيف غيّر الذكاء الاصطناعي قطاع الأسواق المالية؟

لسنوات مضت، استخدمت شركات الوساطة المالية تقنيات التعلم الآلي لمساعدة الوسطاء والتجار على تقليل المخاطر، وشراء الأسهم وبيعها، إذ يتيح التعلم الآلي لهذه الشركات الحصول على صورة كاملة عن حالة سوق الأوراق المالية بمساعدة التحليل المتعمق والمتواصل لتقلبات أسعار الأسهم ومعالجة البيانات غير المنظمة، وإبلاغ قرارات البيع والشراء الصحيحة في الوقت الفعلي.

وبدأت شركات الوساطة المالية اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي في الكثير من المهام، وهذه مجموعة مما تقوم به خوارزميات الذكاء الاصطناعي في قطاع التداولات المالية:

  • التحليل والتنبؤ: تحلل برامج الذكاء الاصطناعي البيانات التاريخية والأنماط المتكررة في ديناميكيات أسعار الأسهم لتحديد الاستراتيجية الصحيحة للمستثمر، وتقديم التوصيات الاستثمارية الدقيقة، إضافة إلى دمجها البيانات من الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي في تحليلاتها، ما يجعل اتخاذ القرارات بناءً على مجموعة البيانات أكثر شمولاً.
  • اتخاذ القرارات: لا يقتصر دور أنظمة الذكاء الاصطناعي على التحليل فقط، وإنما تأخذ أيضاً مكان المتداول في تنفيذ الصفقات، من خلال برمجة عدة أوامر بناءً على بيانات ومعلومات مسبقة.

وفي هذا السياق، ظهر ما يعرف بنسخ التداول، أي اختيار مستثمرين آخرين لديهم سجل صفقات ناجحة، ينسخها المستثمر ويحاول الاستفادة منها، وتتيح عملية نسخ التداول مراقبة استراتيجيات المتداولين الناجحين والأكثر خبرة، والاستفادة من خبراتهم وقراراتهم التجارية.

  • التعامل مع العملاء: طوّر الذكاء الاصطناعي شكل خدمة العملاء، ليقود إلى تطوير رؤى أعمق وبناء تجربة مستخدم أفضل، ورفع معدلات الاستبقاء، وتحسين صورة العلامة التجارية، إذ من المتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي أداء الشركات بنسبة تصل إلى 40% بحلول عام 2035.

فإلى جانب بوتات المحادثة (Chatbot) لتسهيل الرد على العملاء، وتوفير استجابة سريعة، وتقليل التفاعل البشري، وكذلك تحليل تفاعل العملاء ومشاعرهم وردود أفعالهم لتحسين تجربتهم، ذهبت أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى أبعد من ذلك، إذ يتم تدريبها على القيام ببعض الإجراءات الروتينية.

فعلى سبيل المثال، تسعى شركة في آي ماركتس إلى تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء لديها، لتقوم بمهام مثل فتح الحسابات دون أي تدخل بشري، إذ تكون المهمة عبارة عن عدة أسئلة يجيب عنها العميل، ثم يأخذ صورة لنفسه، ويقوم النظام باعتماد بياناته، وفتح الحساب، ليبدأ عملية التداول خلال دقائق، وفقاً للرئيس التنفيذي للشركة، طلال العجمي.

مزايا أنظمة الذكاء الاصطناعي في قطاع الأسواق المالية؟

توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي عدة مزايا وسّعت انتشارها في السنوات الأخيرة، وزادت من إقبال الكثيرين على الأسواق المالية، حتى أولئك الذين لا يملكون خبرة واسعة في هذا المجال، ومن هذه المزايا:

  • توفير الوقتمن دون أنظمة الذكاء الاصطناعي، كان لا بُدّ أن يدرس المتداول علم تداول الأسهم لكسب المال في سوق الأوراق المالية، والآن باتت هذه الأنظمة توفّر له هذه الخبرة بالفعل دون الحاجة إلى اكتسابها، كما تساعد المتداول والتاجر على كسب وقت أكبر في تتبع حركة الأسواق، وتحليل الاتجاهات وديناميكيات الأسعار، وتدعمه بالإجراءات الفورية.
  • الابتعاد عن العاطفة: يضمن الذكاء الاصطناعي الابتعاد عن انخفاض الأداء الناتج عن التحيزات والدوافع والأخطاء البشرية، إذ يكون معتمداً فقط على البيانات والمعلومات، ما يجعل النتائج أقرب إلى الدقة.
  •  انخفاض التكاليف: على الرغم من وجود تكاليف اشتراك في برامج التداول بالذكاء الاصطناعي، فإنها تقلل التكاليف الإجمالية عن طريق تقليل الوقت الذي يستغرقه إجراء التحليل ومقارنة البيانات وصياغة استراتيجية قابلة للتنفيذ.
  • تقليل العمل اليدوييساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل حجم العمل اليدوي الذي يتعين على المتداول القيام به، من خلال تجهيز المعلومات بسرعة عند الطلب وعرضها على الشاشات وتحديثها باستمرار.

ما زالت أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم المزيد من المزايا، والقيام بالمزيد من المهام، سعياً لتقليل الخطأ البشري، وتسهيل العمليات، واختصار الوقت والجهد اللازم، مثلما فعلت مع قطاع الأسواق المالية، الذي صار متاحاً لدخول جميع الأفراد الراغبين، حتى قليلي الخبرة بالقطاع، بفضل هذه الأنظمة

Read More
PSC Team May 7, 2024 0 Comments

أنت لست وحدك! فالذكاء الاصطناعي سيصبح شريكك في اتخاذ القرارات

ينسجم الذكاء الاصطناعي بسرعة في حياتنا اليومية، حيث يُلقي بظلاله على قراراتنا بشكل ملحوظ. فمن تلميحات الفيديو على منصة يوتيوب إلى إختيارات الأغاني في تطبيق سبوتيفاي، تحكمه تمامًا. وما يُضاف إلى ذلك، فإن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تصبح شريكًا قويًا للمديرين وصناع القرار في الشركات والمؤسسات. ومع مرور الوقت، تصبح هذه الخوارزميات ذاتية التوجيه في اتخاذ القرارات دون أي تدخل بشري، ما يزيد من تعقيدات العالم الرقمي ويزيد من جاذبيته.

لقد تبين أن بعض قرارات الذكاء الاصطناعي أفضل من قرارات البشر، لأنها تكون خالية من الأخطاء وتتميز بالسرعة بفضل القدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات، بالإضافة إلى القدرة على التعلم والتكيف مع الظروف والمشكلات الجديدة.

يزداد عدد القرارات التي يُحيلها البشر إلى الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن معظمنا يثق بها، فهل هي حقاً أفضل؟

الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً كما نعتقد

يثق معظم الناس بالذكاء الاصطناعي لأنهم يعتقدون أنه يعمل تماماً مثل الذكاء البشري أو لأنهم لا يعرفون كيف يعمل.

من أجل توضيح حدود قرارات الذكاء الاصطناعي وقيودها، طرح خبير التطوير الألماني كريستوف باور مثالاً في مقالة نشرها على مدونته الشخصية، يقول فيها: “كنت في طريقي إلى ساحل بحر الشمال مع صديقتي. أدخلت المكان الذي يجب أن نذهب إليه في نظام الملاحة المثبت في سيارتي. وفي الوقت نفسه، استخدمت تطبيق خرائط جوجل على هاتفي. وكان لدى صديقتي تطبيق خرائط آخر مثبت على هاتفها الذكي. طلبنا من الأجهزة الثلاثة تحديد أفضل وأقصر طريق. وحصلنا على ثلاث طرق مختلفة. حينها فكرت: ما هو المسار الذي يجب أن أثق به الآن؟”.

ما الذي أدى إلى اختلاف التوصيات؟ ألا يجب أن يكون تحديد الطريق الأقصر أمراً بسيطاً بالنسبة لنظام الملاحة أو تطبيق الخرائط؟

يعود السبب في الاختلاف إلى أن نظام الملاحة المثبت في السيارة وتطبيقات الخرائط تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي، هذه الخوارزميات تعطينا النتائج حسب البيانات المتوفرة وقيمتها.

في المثال الذي طرحه باور، ربما قام نظام الملاحة في السيارة بتحديد الطريق الأقصر اعتماداً على المسافة، في حين اعتمد تطبيق خرائط جوجل على البيانات التي تصله في الوقت الفعلي من هواتف الآخرين ووجد ازدحاماً في بعض الطرق، واقترح طرقاً أخرى.

من هذا المثال نستطيع القول إن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيّاً بالمطلق، وإنه يكون ذكياً فقط حين تتوفر لديه بيانات ومعلومات كافية وذات قيمة ويكون قادراً على تحليلها.

ما الذي يعنيه ذلك؟

لا يجب أن نثق دائماً بقرارات وتوصيات الذكاء الاصطناعي، بمعنى آخر، علينا أن نضع معايير تحدد ما إذا كان علينا الثقة بقرارات الذكاء الاصطناعي أم لا، تعتمد هذه المعايير على كمية ونوعية البيانات التي تحللها الخوارزميات، فإن كانت هذه البيانات صحيحة وكافية، يمكن الوثوق بالقرارات، بخلاف ذلك، يجب الاعتماد على القرارات البشرية أو منح الخوارزميات مزيداً من البيانات الصحية والقيمة.

وجود مثل هذه المعايير يمكن أن يساعد المسؤولين والرؤساء التنفيذيين في الشركات والمؤسسات على وضع حدود للذكاء الاصطناعي في مجال صنع القرار.

كيف يمكنك الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في صنع القرار؟

للاستفادة من  الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار، عليك أن تدرك الحقيقة الواردة أعلاه، وهي أن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيّاً في حال عدم توفر بيانات كافية.

لهذا السبب، إن كنت تريد أن تستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي في صنع القرار، عليك أولاً وقبل كل شيء توفير أدوات فعالة لجمع البيانات وتخزينها وتحليلها بطريقة صحيحة، وعليك أيضاً تأمين هذه البيانات حتى لا يتم تغييرها أو سرقتها.

أخيراً، لا يجب أن تكون توصيات الذكاء الاصطناعي وقراراته حاسمة، خاصةً إذا كانت هذه القرارات مصيرية وتؤثر على عمل أو حياة الكثيرين، ففي بعض الحالات، لا تكفي البيانات فقط لاتخاذ القرار الصحيح، بل يجب الاعتماد على بعض الصفات البشرية مثل التعاطف والحدس. فنحن البشر أكثر قدرة من الخوارزميات على التعامل مع التعقيد وعدم اليقين.

خدمات استشارات الذكاء الاصطناعي المقدمة من شركة الجانب الايجابي للاستشارات PSC

أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً رئيسياً من استراتيجيات الابتكار الوطني للحكومات ويعتبر الذكاء الاصطناعي أيضاً عنصراً من عناصر قوة المؤسسات في التحول الرقمي

وأضحى التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي عاملان أساسيان في رحلة تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث أن الرؤية الاستراتيجية للملكة تهدف إلى جعلها مجتمع قائم على المعرفة والتمكين، وأيضاً المساعدة في التنويع الاقتصادي داخل المملكة، بالإضافة إلى أن 70% من أهداف رؤية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتقنيات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وتتمثل استشارات الذكاء الاصطناعي المقدمة من الشركة في

  • تأسيس مكاتب الذكاء الاصطناعي
  • حوكمة الذكاء الاصطناعي
  • قياس نضج استخدام الذكاء الاصطناعي

إعداد فريق PSC شركة الجانب الإيجابي للاستشارات

Read More
PSC Team March 17, 2024 0 Comments

هيا بنا نتعرف أكثر على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز استمرارية الأعمال

يتسارع تطور تعريف الذكاء الاصطناعي والمجالات التي يمكن تطبيقه بفاعلية عليها كتطور تقنية المعلومات نفسها. فتقنية المعلومات التي بدأت كخوارزميات تُستخدم لتحديد القروض، واختيار الموظفين الجدد، وأشياء أخرى، أصبحت اليوم تقنية راسخة تستخدم في كل شيء، ولا يقتصر السؤال الذي يجب أن تطرحه الشركات اليوم على ما إذا كان ينبغي لها استخدام الذكاء الاصطناعي، وإنما على المجال الذي يمكّنها من تحصيل أكبر ميزة تنافسية. وفي عصرنا الرقمي الأن، يتحرك العالم بخطى سريعة، ويجب على الشركات أن تتكيف بسرعة لتظل في المقدمة. وبفضل التطورات التقنية مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، يمكن للشركات الاستفادة من هذه التقنية لتعزيز عملياتها وتحسين الإنتاجية وضمان استمرارية الأعمال. وفي هذه المقالة، سوف نستكشف دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز استمرارية الأعمال.

أولاً: ما هو الذكاء الاصطناعي؟

يشير الذكاء الاصطناعي إلى محاكاة الذكاء البشري في آلات مبرمجة للتفكير والتصرف مثل البشر. حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل الإدراك البصري والتعرف على الكلام واتخاذ القرار وترجمة اللغة. أيضاً يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التعلم من البيانات، والتكيف مع المواقف الجديدة، والتحسين بمرور الوقت دون الحاجة إلى برمجة واضحة.

أهمية الذكاء الاصطناعي للظهور في أوقات الأزمات

بالنسبة للشركات والموظفين، تعتبر التقنيات ضرورية للحفاظ على استمرارية الأعمال وتحقيق الأرباح، لا سيما أثناء حدوث اضطرابات أو أزمات، سواء في بيئات العمل البعيدة أو الهجينة. وبالطبع تؤثر هذه الديناميكيات بشكل كبير على التفاعلات بين العلامات التجارية والمستهلكين. كما رأينا في أعقاب أزمة كورونا، حيث تمكنت التقنية بمساعدتنا نحن كمستخدمين لها على أن نصبح أكثر مرونة. ونتيجة لذلك، تمكنت معظم الشركات من التركيز بنجاح على عملياتها وعروضها، وظهرت العديد من الشركات الرقمية الناشئة. وأصبح العمل والتعلّم عن بعد أمرًا شائعًا. تسلط كل هذه التغيرات الضوء على أثر الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال وعلى الصعيد الشخصي.

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز استمرارية الأعمال

تشير استمرارية الأعمال إلى قدرة الشركة على مواصلة العمليات في حالة حدوث اضطراب غير متوقع، مثل كارثة طبيعية أو هجوم إلكتروني أو جائحة. لذلك، يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في تعزيز استمرارية الأعمال بالطرق التالية:

  • تحديد مشكلات استمرارية الأعمال المحتملة قبل حدوثها

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة وتحليل أداء الأنظمة والمعدات الهامة. يمكن استخدام الصيانة التنبؤية لتحديد المشكلات المحتملة قبل حدوثها، مما يسمح للشركات باتخاذ إجراءات استباقية لمنع التوقف.

  • التعافي من الكوارث

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة عمليات التعافي من الكوارث، مثل النسخ الاحتياطي واستعادة البيانات. ويمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي نسخ البيانات إلى مواقع متعددة، مما يضمن توفر البيانات الهامة حتى في حالة وقوع كارثة.

  • إدارة الإمدادات

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة سلسلة التوريد. حيي يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحليل البيانات من الموردين والموزعين والعملاء لتحديد الاضطرابات المحتملة ووضع خطط للطوارئ.

  • خدمة الزبائن

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء. ويمكن لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تزويد العملاء بردود فورية على استفساراتهم، وتحسين أوقات الاستجابة وتعزيز رضا العملاء.

  • العمل عن بعد

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتمكين العمل عن بُعد. حيث يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أتمتة المهام الروتينية، مما يمكّن الموظفين من العمل من أي مكان في العالم.

  • تحليلات البيانات

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات. حيث يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحديد الأنماط والأفكار التي يصعب على البشر التعرف عليها، مما يوفر للشركات رؤى قيمة في عملياتها.

فوائد الذكاء الاصطناعي في تعزيز استمرارية الأعمال

من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز استمرارية الأعمال، يمكن للشركات التمتع بالعديد من الفوائد، بما في ذلك:

  • تقليل وقت التعطل

يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحديد المشاكل المحتملة قبل حدوثها، مما يسمح للشركات باتخاذ تدابير استباقية لمنع التوقف. ويمكن أن يقلل هذا من تأثير الاضطرابات غير المتوقعة على العمليات التجارية.

  • زيادة الكفاءة

يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أتمتة المهام الروتينية، مما يمكّن الموظفين من التركيز على المهام الأكثر تعقيدًا التي تتطلب ذكاءً بشريًا. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين الإنتاجية وتقليل الوقت المطلوب لإكمال المهام!

  • تحسين رضا العملاء

يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحسين خدمة العملاء من خلال توفير ردود فورية على استفسارات العملاء. هذا يمكن أن يعزز رضا العملاء ويحسن الاحتفاظ بهم.

  • مرونة الأعمال

من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز استمرارية الأعمال، حيث يمكن للشركات أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة الاضطرابات غير المتوقعة. هذا يمكن أن يمكّن الشركات من مواصلة العمليات حتى في مواجهة التحديات غير المتوقعة.

كيف يمكن للشركات أن تنافس في عصر الذكاء الاصطناعي للاستمرار؟

يبدو أننا سنكون أمام فئتين مختلفتين تماماً من الشركات المهيَّأة للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي للاستمرار في المستقبل القريب وهم: الشركات الناشئة والشركات العملاقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. حيث تنشأ الشركات الناشئة الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي بوتيرة متزايدة في مجالات عدّة، كالماليات، وتجارة التجزئة، ووسائل الإعلام، والتبادل التقني بين مختلف القطاعات، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. وإلى جانب عمالقة التقنية، مثل جوجل أو مايكروسوفت، تستخدم كبرى الشركات التقليدية تقنية الذكاء الاصطناعي لتحويل نماذج عملها وإجراءاتها إلى الصيغة الرقمية، وذلك خوفاً من حدوث اضطرابات تُعيق عملية سير استمرارية الأعمال.

تعمل هاتان الفئتان من الشركات، الناشئة والعملاقة، أيضاً على بناء شراكات قوية في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد كشفت دراسة أُجريت مؤخراً أن الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي لم تكن هدفاً لاستثمارات رأس المال المغامر للشركات في أوائل العقد الحالي، إلا في حالات نادرة، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي تلقت بعد 5 سنوات فقط أكثر من 5 مليارات دولار لتمويل مشاريعها (حوالي 10% من إجمالي استثمارات رأس المال المغامر للشركات)، وذلك بفضل مساعدة هذه التقنية الثورية في استمرارية الأعمال. وفي حين أن الكثير من هذه الأموال يأتي من عمالقة التقنية في آسيا والولايات المتحدة، مثل شركتيّ “بايدو” و”جوجل”، فإن كبرى الشركات غير الرقمية تعمل بشكل متزايد على تمويل مثل هذه المشاريع للوصول إلى مواهب الذكاء الاصطناعي في الشركات الناشئة. وتعد البيانات الضخمة ومواهب الذكاء الاصطناعي (مثل علماء البيانات وغيرهم) هم من أهم الموارد اللازمة لبناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الناجحة. ويمكن تعزيز أوجه التعاون من خلال الجمع بين المواهب المبتكرة للشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والكميات الهائلة من بيانات العمليات وبيانات المستخدمين التي تمتلكها الشركات العملاقة.

ختاماً

في الختام، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا مهمًا في تعزيز استمرارية الأعمال. من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأنظمة الهامة وأتمتة المهام الروتينية وتحليل البيانات، ويمكن للشركات أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة الاضطرابات غير المتوقعة. حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين الإنتاجية وتقليل وقت التوقف عن العمل وتعزيز رضا العملاء، مما يمكّن الشركات من الاستمرار في العصر الرقمي.

إعداد فريق PSC شركة الجانب الايجابي للاستشارات

الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي، استمرارية الأعمال، التحول الرقمي

Read More
islam March 17, 2024 0 Comments

بعد نجاح الذكاء الاصطناعي في إحياء ستيف جوبز: هل مازلت تعتقد أنه ابداع؟

من الواضح أن المؤسس المشارك لشركة «أبل» العملاقة، وهو الراحل ستيف جوبز، قد عاد إلى الحياة من موته مرة أخرى، وذلك بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي. وبينما تم اعتبار ذلك نقلة نوعية في حالات الاستخدام الممكنة للذكاء الاصطناعي، ظهر مؤسس شركة أبل، ستيف جوبز، في بودكاست جديد أنتجته شركة ناشئة تُسمى بلاي دوت إتش تي  (play.ht)، ليتحدث عن نجاح أبل ومستقبلها، ومعتقداته الدينية، وحتى وجهة نظره في شركة مايكروسوفت، وغيرها من الموضوعات. ومع ذلك، فإن هذه المقابلة التي تخللتها الكثير من الدعابات والأفكار الفلسفية حملت في طياتها أسئلة أخلاقية لم تجد إجابة حتى الآن.

الذكاء الاصطناعي يحاكي صوت ستيف جوبز بدقة

كان ظهور جوبز في الحلقة الأولى من بودكاست (podcast.ai) مدهشاً وصادماً بالقدر نفسه، سواء لدى الجمهور أو بين علماء وباحثي الذكاء الاصطناعي، ببساطة لأنه توفي قبل أكثر من 10 أعوام.

تمكن نموذج الذكاء الاصطناعي المُستخدم في البودكاست من أن يحاكي، بدقة كبيرة، النبرات والنغمات والتغيرات الصغيرة في صوت كل من ستيف جوبز ومقدم البرنامج -الذي تم تزييف صوته بالذكاء الاصطناعي أيضاً- جو روغان، وهو ما جعل تمييز الصوت المزيف عن الحقيقي أمراً صعباً إلى حد ما (على الأقل خلال الدقائق الأولى من المقابلة).

وتقول الشركة، التي تم تأسيسها عام 2016، وتتخذ من دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، إنك سواء كنت متحمساً للتعلم الآلي، أو كنت تريد فقط سماع موضوعاتك المفضّلة يتم تناولها بطريقة جديدة، أو حتى ترغب فقط في الاستماع إلى أصوات من الماضي أُعيدت إلى الحياة، فإن هذا البودكاست سيحقق لك مرادك، لا سيما وأن المستمعين يمكنهم اقتراح موضوعات جديدة أو ضيوف ومضيفين للحلقات المستقبلية.

وحتى الآن، تحظى اقتراحات إجراء “محادثة بين بوذا وأينشتاين” و”ترامب يجري مقابلة مع نفسه” و”إيلون ماسك يجري مقابلة مع نيكولا تسلا”، على الترتيب، بأعلى معدلات القبول بين الجمهور ليتم إنتاجها في الحلقات القادمة.

وقد استفادت شركة “بلاي دوت إتش تي”، في إنتاج هذا البودكاست، من تخصصها الأساسي في “بناء أدوات تساعد في تحويل النص إلى صوت، ومساعدة الكتّاب والمدونين والشركات على تحويل المحتوى المكتوب إلى محتوى صوتي، باستخدام تقنيات تحويل النص إلى كلام منطوق”.

مايكروسوفت تفتقر إلى “الحس الجمالي

لصنع هذه المقابلة، التي استمرت لنحو 20 دقيقة، كان من الضروري أولاً تدريب نموذج ذكاء اصطناعي على أصوات جوبز وروغان. كان استنساخ صوت روغان سهلاً إلى حد ما بالنظر إلى توافر كمية كبيرة من البيانات الصوتية للرجل الذي عمل سابقاً مذيعاً تلفزيونياً ويقدم حالياً أحد أشهر برامج البودكاست في العالم، وقد تم استخدام صوته من قبل لتدريب بعض نماذج التعلم العميق. التحدي الحقيقي أمام الشركة تمثل في إيجاد قاعدة بيانات صوتية كبيرة بما يكفي لجوبز، الذي توفي في 5 أكتوبر 2011 بسبب سرطان البنكرياس عن عمر يناهز 56 عاماً. لذلك، فقد اعتمدت على خطاباته التي ألقاها في مؤتمرات أبل، ومقابلاته الصحفية التي أجراها في أواخر العقد الأول من هذا القرن.

في بداية المقابلة، يقدم روغان ضيفه قائلاً إنه “يصعب وصفه. أنا مفتون به، وآمل أن تكونوا أنتم أيضاً. إنه غريب ورائع وأحياناً لا يطاق تماماً”. وهي الكلمات التي تدفع جوبز الاصطناعي للضحك.

يتحدث جوبز في بعض مقاطع المقابلة عن تأثير ثقافات شبه القارة الهندية على الثقافات الغربية وكيف ساهمت في تحويل هذه الأخيرة إلى ما هي عليه اليوم. كما يشير إلى الفوارق بين حاسوب ماكنتوش الذي ساهم هو شخصياً في ابتكاره لشركة أبل، وبين نظام “ويندوز” الذي صنعته شركة مايكروسوفت المنافسة، والتي وصف مؤسسيها بأنهم أشخاص أذكياء من نواحٍ كثيرة، لكن الشركة تفتقر إلى “الحس الجمالي” لأن هؤلاء الأشخاص كانوا “علماء رياضيات ولا يفهمون كيف يرغب الناس في تجربة الأشياء”.

جوبز المزيف” ليس مثالياً

على الرغم من أن معظم أجزاء المقابلة تبدو واقعية إلى حد كبير، فإنها أبعد ما تكون عن الكمال. يمكن للمستمع ببعض التركيز أن يكتشف أن مسار المحادثة ينحرف كثيراً. لا يجيب جوبز دائماً عن الأسئلة الموجهة إليه وإنما يتطرق إلى موضوعات غير ذات صلة تماماً. على سبيل المثال، عند سؤاله عما إذا كان بوذياً، فإنه يبدأ في الحديث عن عدة أمور أخرى قبل أن يوصي بتناول مخدر إل إس دي (LSD)، بطريقة توحي بأنه يقرأ من نتائج محرك بحث جوجل. وبالإضافة إلى الكثير من الضحكات غير المبررة في بداية الحلقة، تبدو العديد من الجمل وكأنها أشياء قد قالها جوبز فعلاً، لكن ليس بهذا الترتيب، ما يخلق انطباعاً بوجود مزيج من المقاطع المركبة لصوته.

حقل ألغام أخلاقي

على الرغم من أن هذه التجربة قوبلت باندهاش ممزوج بالسعادة بين محبي الرجل الذي يقف وراء نجاح أكبر شركة تقنية في العالم حالياً، فإن بعض خبراء الذكاء الاصطناعي يشيرون إلى مشكلة أساسية فيها: لم يوافق ستيف جوبز ولا يمكنه الموافقة على إجراء المقابلة. يمكن لأي نظام ذكاء اصطناعي أن يتحدث نيابة عنه وباسمه، ودون موافقته.

وفي مقالة نشرها موقع ذي سوادل  (The Swaddle)، تقول الكاتبة روهيثا ناراريستي، إنه “عندما تتم تغذية بيانات الشخص في الذكاء الاصطناعي لتقمص شخصيته، فإن ذلك لا يقوض فقط عمق الشخص، ولكن أيضاً ملكيته لشخصيته. ربما كان ستيف جوبز شخصية عامة، لكنه لا يزال ينتمي إلى ستيف جوبز”، مشيرة إلى المخاوف المتعلقة بضبط بوتات الدردشة بحيث لا تكون جنسية بشكل صريح أو عنصرية، وجعل الموتى المُعاد إحياؤهم رقمياً يقومون بأشياء لم يكونوا ليفعلوها في الحياة، خاصة وأن “أي شخص يمكنه ذلك، باستخدام بيانات أي شخص ميت”.

خدمات استشارات الذكاء الاصطناعي المقدمة من شركة الجانب الإيجابي للاستشارات

أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءاً رئيسياً من استراتيجيات الابتكار الوطني للحكومات ويعتبر الذكاء الاصطناعي أيضاً عنصراً من عناصر قوة المؤسسات في التحول الرقمي

وأضحى التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي عاملان أساسيان في رحلة تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث أن الرؤية الاستراتيجية للملكة تهدف إلى جعلها مجتمع قائم على المعرفة والتمكين، وأيضاً المساعدة في التنويع الاقتصادي داخل المملكة، بالإضافة إلى أن 70% من أهداف رؤية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتقنيات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وتتمثل استشارات الذكاء الاصطناعي المقدمة من الشركة في

  • تأسيس مكاتب الذكاء الاصطناعي
  • حوكمة الذكاء الاصطناعي
  • قياس نضج استخدام الذكاء الاصطناعي

إعداد فريق PSC شركة الجانب الإيجابي للاستشارات

Read More
islam March 17, 2024 0 Comments

كيف يمكن للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي أن يساعدان في نجاح قطاع الأعمال داخل المملكة؟

في عصرنا الحديث، يشهد العالم تطورًا هائلًا في مجال التقنيات والابتكار، ومن أبرز هذه التطورات يأتي الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. وفي ظل التوجه نحو التحول الرقمي في كافة القطاعات، تسعى المملكة العربية السعودية إلى استغلال هذه التقنيات الحديثة لتعزيز قطاع الأعمال وتحقيق التقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة وذلك وفقاً لرؤية 2030. في هذا المقال، سنستكشف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي أن يساعدا في بناء قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية.

الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في تحويل قطاع الأعمال

يعد الذكاء الاصطناعي من أبرز التطورات التقنية في العصر الحديث، وذلك لأنه يتسم بقدرته الهائلة على معالجة البيانات وتحليلها بطرق مبتكرة وذكية. وفي المملكة، يتم تبني هذه التقنية بشكل متزايد لتحويل قطاع الأعمال وتعزيز التنمية الاقتصادية. وبالفعل حصلت المملكة على المركز الثاني عالمياً في مؤشر الوعي بالذكاء الاصطناعي وذلك في عامنا الحالي 2023

يُعَدُّ الذكاء الاصطناعي حلاً فعالًا لتحسين العمليات وزيادة الكفاءة في مختلف الصناعات. فمن خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل البيانات الضخمة واستخراج الأنماط والتوصل إلى رؤى قيمة. وبذلك يمكن اتخاذ القرارات الاستراتيجية بشكل أكثر دقة وسرعة.

تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضًا تطوير نماذج التنبؤ والتحليل المتقدمة، مما يمكن الشركات من التنبؤ بالاتجاهات السوقية وتوقع المشكلات المحتملة واتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها. وبالتالي، يتم تحسين إدارة المخزون وتخفيض تكاليف الإنتاج وتحسين توزيع المنتجات والخدمات.

وبالإضافة إلى ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير حلول مبتكرة للعملاء وتحسين تجربتهم. فمن خلال الاستفادة من تقنيات مثل تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية، يمكن توفير خدمات شخصية وتخصيص المنتجات بناءً على احتياجات العملاء. وهذا يعزز التفاعل مع العملاء ويبني علاقات قوية ومستدامة.

التحول الرقمي وتحسين البنية التحتية للأعمال

يعتبر التحول الرقمي جزءًا أساسيًا من استراتيجيات المؤسسات والمنظمات في العصر الحديث، حيث يهدف إلى تحسين الكفاءة وزيادة التنافسية وذلك من خلال استخدام التقنيات الرقمية. وفي سبيل بناء قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية، يلعب التحول الرقمي دورًا حاسمًا في تحسين البنية التحتية للأعمال.

تعزز الشركات التحول الرقمي عن طريق تبني أنظمة وتقنيات حديثة تدعم العمليات وتحسن الكفاءة. ويتضمن ذلك الاستثمار في الأجهزة والبرمجيات المتطورة، بالإضافة إلى تطوير منصات السحابة والتخزين السحابي لتسهيل حفظ ومشاركة البيانات بشكل آمن وفعال. كما يشمل التحول الرقمي أيضًا تطوير التطبيقات والأنظمة الذكية التي تسهل التواصل والتعاون بين الفرق وتوفر الوصول إلى المعلومات بسرعة.

تحسين البنية التحتية للأعمال يعزز الاتصال والتنسيق بين أقسام الشركة المختلفة، مما يسهم في تحقيق التنسيق والتكامل الفعال بين العمليات. فمن خلال توفير البنية التحتية اللازمة، يتم تيسير تدفق المعلومات وتحسين سير العمل، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل الخلل والتكاليف.

علاوة على ذلك، يساهم التحول الرقمي في تحسين تواصل الشركات مع العملاء وتقديم خدمات متفوقة. من خلال استخدام التقنيات الرقمية مثل تطبيقات الجوال ومنصات التواصل الاجتماعي، ويمكن للمؤسسات التفاعل مع العملاء بشكل أكثر فاعلية وتلبية احتياجاتهم بطرق مبتكرة. وهذا يؤدي إلى تعزيز تجربة العملاء وبناء علاقات أكثر قوة وولاء.

تطوير المهارات وتعزيز التوظيف في قطاع الأعمال

نشاهد الان أن قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية يشهد تحولاً هاماً في ظل التقدم التقني والذكاء الاصطناعي. ويعتبر تطوير المهارات وتعزيز التوظيف من العوامل الأساسية لبناء قطاع الأعمال وتحقيق النجاح والاستدامة.

من خلال استخدام التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، تُتاح للمؤسسات والمنظمات فرصة تطوير مهارات موظفيها وتعزيز قدراتهم في التقنيات الحديثة. ويمكن تنفيذ برامج تدريبية متقدمة تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي والتعلم عن بُعد والمحاكاة لتحسين المهارات التقنية والإبداعية للفريق العامل.

تعتبر التقنيات الذكية مثل الروبوتات والأتمتة والتحليل الضخم للبيانات فرصًا هائلة لتحسين الإنتاجية وتعزيز التوظيف في قطاع الأعمال. فبفضل الروبوتات والأتمتة، يمكن تحسين العمليات وتقليل الأخطاء وتوفير الوقت والجهد. وباستخدام التحليل الضخم للبيانات، يتم تحليل المعلومات بدقة عالية لاتخاذ قرارات استراتيجية أفضل وتحقيق تحسينات في العمليات والأداء.

التحديات والمخاطر المحتملة وسبل التغلب عليها

على الرغم من الفوائد العديدة التي يمكن أن يجلبها الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لقطاع الأعمال داخل المملكة، إلا أن هناك بعض التحديات والمخاطر التي يجب مواجهتها والتغلب عليها لضمان النجاح الكامل لهذه العملية.

أحد التحديات الرئيسية هو التكيف مع التغييرات التقنية السريعة. فالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يتطلبان تحديث وتطوير مستمر للمهارات والمعرفة لدى العاملين. يمكن أن يواجه العاملون صعوبة في تكييف أنفسهم مع تقنيات جديدة وتطبيقات متقدمة. ولذلك، يجب الاستثمار في برامج تدريبية وتنمية المهارات لضمان تحسين استخدام التقنيات واستيعاب التحول الرقمي.

الأمن والخصوصية أيضًا يعتبروا من تلك المخاطر المحتملة. فيجب أن تكون المؤسسات والمنظمات مهتمة بحماية البيانات والمعلومات الحساسة للعملاء الحاليين والمحتملين. ويجب تطبيق إجراءات أمنية صارمة واعتماد سياسات وقوانين لحماية البيانات ومنع الاختراقات السيبرانية. لذلك من المهم أن يتم الاستثمار في تقنيات الأمان وتدريب الموظفين على التعامل الآمن مع المعلومات.

علاوة على ذلك، يمكن أن يواجه قطاع الأعمال تحديات في تبني التقنيات الجديدة وتغيير ثقافة العمل. قد يكون هناك مقاومة من بعض الموظفين أو قد يحتاج العمل إلى إعادة هيكلة عملياته وأنظمته لتناسب البيئة الرقمية. لذلك، يتطلب التغلب على هذه التحديات توفير قيادة قوية وتوجيه فعال لتحقيق التغيير اللازم.

للتغلب على هذه التحديات والمخاطر المحتملة، يجب أن تتبنى المؤسسات والمنظمات استراتيجيات شاملة للتحول الرقمي. وينبغي أن يتم تخصيص موارد كافية للبحث والتطوير وتنفيذ التقنيات الحديثة وتوفير التدريب المستمر للموظفين. كما يجب أن تتبنى سياسات وإجراءات صارمة لحماية البيانات والخصوصية وتوفير الدعم والتوجيه للموظفين خلال عملية التغيير.

باستراتيجيات فعالة والتزام قوي، يمكن للمملكة العربية السعودية تجاوز هذه التحديات وتحقيق تحول ناجح في قطاع الأعمال بفضل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

ختاماً

باستغلال القدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، تتجه المملكة نحو بناء قطاع أعمال قوي ومزدهر. ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين العمليات وزيادة الكفاءة، بينما يمكن للتحول الرقمي تعزيز البنية التحتية للأعمال وتحسين تجربة العملاء. وعلى الرغم من التحديات المحتملة، يجب أن تتبنى السعودية استراتيجيات شاملة تتضمن الإجراءات والسياسات الضرورية لضمان الاستفادة القصوى من هذه التقنيات المبتكرة في بناء مستقبل قوي لقطاع الأعمال.

إعداد فريق PSC شركة الجانب الإيجابي للإستشارات الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، التخطيط الاستراتيجي

Read More
islam March 13, 2024 0 Comments

هل للبيانات والذكاء الاصطناعي دور في رفع مؤشر التحول الرقمي للمملكة العربية السعودية؟

أصبحت تقنية الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات الابتكار الوطنية للحكومات. وبالإضافة إلى ذلك يعتبر الذكاء الاصطناعي أيضاً عنصراً من عناصر النفوذ الاستراتيجي ضمن سباق دولي لتحقيق التفوق في هذا المجال. فمنذ فترة طويلة أصبح المجتمع السعودي يتقبل بدرجة كبيرة التعامل مع الأجهزة والخدمات المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي، حيث وجدت دراسة أجرتها شركة “أكسينتشر” (Accenture)  للأبحاث أن 77% من الذين شملهم الاستطلاع من المجتمع السعودي أفادوا بأنهم مرتاحون للتعامل مع الخدمات والتطبيقات المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي، ويعود ذلك لثلاثة أسباب رئيسية هي:

  • الوجود الدائم لهذه الخدمات على مدار الساعة.
  • سرعة الاستجابة للأوامر والاستفسارات.
  • التعامل الجيد واللبق في الرد على الاستفسارات.

وهذا يعود إلى ريادة المملكة العربية السعودية في تبني أحدث التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة، حيث أصبحت معظم الخدمات في البلاد تقريباً مؤتمتة، خاصة تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنياته التي تُسهّل على حجاج بيت الله أداء مناسكهم بكل سهولة وأمان، مثل آلية إدارة التفويج الذكي لقطار المشاعر المقدسة، التي تعمل على متابعة الحشود باستخدام تقنية الرؤية الحاسوبية (Computer Vision)  لتحليل الحركة في جميع أدوار القطار والمسارات الرئيسية المؤدية له.

الاستفادة من ثورة البيانات

غالبًا ما يشار إلى البيانات باسم النفط الجديد، وقد أدركت المملكة العربية السعودية، باعتبارها دولة رئيسية منتجة للنفط، أهمية البيانات في قيادة الاقتصاد الرقمي. حيث نفذت الحكومة عدة مبادرات لتحسين جمع البيانات وتحليلها، بما في ذلك إنشاء مركز المعلومات الوطني ووضع استراتيجية وطنية للبيانات.

ونظراً إلى أن البيانات هي الوقود الرئيسي لتمكين عمل تقنية الذكاء الاصطناعي، فإن إنشاء منصات متكاملة لجمعها وتحليلها يُعد أمراً بالغ الأهمية. بالإضافة إلى ذلك، تسمح الرقمنة للكيانات العامة بجمع متزايد للبيانات من قبل السلطات العامة. حيث قدرت SDAIA (الهيئة العامة للبيانات والذكاء الاصطناعي) قيمة البيانات في المملكة واقتصاد الذكاء الاصطناعي بما يتراوح بين 4 – 5 مليارات دولار، مع وجود فرصة لتوليد إيرادات حكومية إضافية ومدخرات تزيد على 10 مليارات دولار أميركي من خلال تسخير رؤى البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في توجيه قرارات الحكومة.

وحتى الآن، أحرزت (SDAIA) الكثير من التقدم للاستفادة من هذه البيانات، حيث أنشأت بنك بيانات وطنياً وحد بيانات أكثر من 190 جهة حكومية، كما تهدف الهيئة إلى بناء واحدة من أكبر مركز بيانات للخدمات السحابية في المنطقة العربية بالشراكة مع خدمة جوجل السحابية (Google Cloud) والمتوقع لها أن تكون في مدينة الدمام، وذلك من أجل دمج أكثر من 83 مركز بيانات مملوكة لأكثر من 40 جهة حكومية، واستخدام البيانات التي تم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي للكشف عن الفرص التي يمكن أن تولد المزيد من الإيرادات الإضافية.

لا يقتصر إطار رؤية السعودية 2030 على تنويع اقتصاد البلاد فحسب، بل تطمح المملكة العربية لتنفيذ عملية انتقال واسع النطاق لهيكلها الاقتصادي بشكل عام نحو حقبة جديدة من الحوكمة القائمة على الذكاء الاصطناعي لتكون واحدة من أكثر البلدان تنافسية من حيث الابتكار العلمي.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أعلنت الحكومة السعودية عن استثمار ما يصل إلى 20 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي حتى حلول عام 2030، كما تهدف الحكومة إلى الاستثمار في القوى العاملة المحلية من خلال تدريب وتطوير مجموعة تضم 20 ألف خبير في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات، 5000 منهم سيتم تزويدهم بمهارات قوية وسيكونون مؤهلين تأهيلاً عالياً بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي (NSDAI) التي أُعلن عنها في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي استضافتها المملكة في عام 2020.

أهمية البيانات والذكاء الاصطناعي في رفع مؤشر التحول الرقمي داخل المملكة

تعتبر المملكة واحدة من الدول التي تسعى جاهدة لتحقيق التحول الرقمي، وتسعى إلى استخدام التقنية الحديثة في جميع جوانب الحياة وفي مختلف القطاعات. ويعتبر البيانات والذكاء الاصطناعي من أهم المجالات والعوامل الرئيسية التي يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تعزيز التحول الرقمي للمملكة.

إن تحديد البيانات الهامة وتحليلها بشكل صحيح يعتبر أساساً هاماً في جميع القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الصناعة، والخدمات المالية وغيرها. وعندما يتم استخدام تلك البيانات بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف وزيادة الإيرادات.

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل تلك البيانات التي توفرت ومن ثم استخلاص المعلومات الهامة منها بشكل أسرع وأكثر فعالية. ويمكن استخدام هذه المعلومات لاتخاذ القرارات الاستراتيجية في الأعمال التجارية وتحسين عمليات الإنتاج، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضاً لتحسين الخدمات الحكومية وتسهيل الإجراءات الإدارية وتحسين تجربة المستخدمين.

تمتلك المملكة القدرة على تحقيق نجاحات كبيرة في استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي في رفع مؤشر التحول الرقمي للدولة، وهذا يتطلب توفير البيئة الملائمة والاستثمار في التقنيات الحديثة وتدريب الكوادر البشرية على استخدام هذه التقنيات وتحليل البيانات بشكل صحيح.

ومن خلال تحسين استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي، يمكن للمملكة العربية السعودية تحسين مستوى خدماتها وزيادة فرص النمو الاقتصادي، وتعزيز التنافسية على المستوى الدولي.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في السعودية

لا يقتصر إطار رؤية السعودية 2030 على تنويع اقتصاد البلاد فحسب، بل تطمح المملكة العربية لتنفيذ عملية انتقال واسع النطاق لهيكلها الاقتصادي بشكل عام نحو حقبة جديدة من الحوكمة القائمة على الذكاء الاصطناعي لتكون واحدة من أكثر البلدان تنافسية من حيث الابتكار العلمي.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أعلنت الحكومة السعودية عن استثمار ما يصل إلى 20 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي حتى حلول عام 2030، كما تهدف الحكومة إلى الاستثمار في القوى العاملة المحلية من خلال تدريب وتطوير مجموعة تضم 20 ألف خبير في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات، 5000 منهم سيتم تزويدهم بمهارات قوية وسيكونون مؤهلين تأهيلاً عالياً بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي (NSDAI) التي أُعلن عنها في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي استضافتها المملكة في عام 2020.

ختاماً، يكشف حجم الجهود والاستثمار المؤسسي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية حول التبني الشامل لتقنية الذكاء الاصطناعي عن واقع طموح للغاية، وعن سعي الحكومة السعودية الجاد في الحصول على مكان في الساحة العالمية للابتكار والدخول بشكل كامل في نموذج جديد للحوكمة والتحول الرقمي بشكل مبسط ومبتكر ومدعوم بالكامل بتقنية الذكاء الاصطناعي.

الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي، البيانات، التحول الرقمي

Read More
islam March 13, 2024 0 Comments